يقال بأن مجموعة من علماء اللغة العربية كانوا في جلسة مَا ، وبعد أن انتهوا من التهام (مجموعة من السَاندويتشات)، التي اخترعها (الإنجليزي إِيرل ساندويش) قال أحدهم: يا قَوم، كيف نأكل هذا الطعام (الغَرْبِي)، واسمه (أَجْنَبِي)!! وهنا قَرّروا أن يذبحوا له (عَقِيْقَة)، ليمنحوه اسماً عربياً قُحّاً، فجاءت الاقتراحات التي منها أن يكون الاسم العربي ل (الساندويتش) "شَاطِر ومَشْطور وبينهما كَامِخ" المهم بعد اجتماعات ومداولات، اتفقوا أن يكون اسمه (فَطِيرة)!! هذا حصل في القَرن الماضي، ويبدو أن (العَرَب) توقفوا وما زالوا في محطة ذلك التّرَف اللغوي الذي يعقد المؤتمرات والندوات والاجتماعات، ويُطلِق اليوم (التّغْرِيْدَات) في التويتر يُطارد المنتجات والاختراعات الغَربية أو الشرقية، لِيُبَاركها بأسماء عربية؛ فهم يَنعون ونحن نُسَمّي!! نعم فالعَالَم ترك للعَرَب ذلك الهَوس الصّوتي، وذهب يصنع حضارته بالتقدم التقني والاختراعات!! فالصينيون واليابانيون لم تتوقف مسيرتهم عند حدود (اللغة)؛ بل غَزو العَالم بتفوقهم في العلوم والصناعة، وهَاهم أشقاؤنا في ماليزيا واندونيسيا أصبحوا نموراً في الاقتصاد والتصنيع؛ لأنهم ركزوا في تربيتهم وتعليمهم على العِلْم الحقيقي، وليس ذاك العِلْم الذي لا يتجاوز الحَنَاجِر، والذي ما زال ينتظر الحَرف في المنادى لكيما يتكرم ويأتي لتكونَ عليه علامة الإعراب!! يا هؤلاء (اللغة) لا تُصْنَع، فحضارة المجتمع أيِّ مجتمع هي مَن تَصْنَعُ (اللغة)، وتكتب صفحات تفوقها!! يا أولئك اللغة العربية قد حُفِظَت وخُلِّدَتْ بالقرآن الكريم، فليست بحاجة لفلسفتكم وتقعركم؛ فهلا وفرتم جهودكم وأوقاتكم المباركة، ووجهتم طلابكم في اتجاه مسارات علمية تزرع التّقَدم في مجتمعاتهم، وكِفَاية تَضْييع للأوقات!! @aljamili [email protected] [email protected]