قال الضَمِير المُتَكَلِّم: الأسبوع الماضي شهدت المدينةالمنورة حضور لجان سكنت أرقى الفنادق، ثم قامت باجتماعات باردة على موائد ساخنة بالمُفَطّحَات؛ والموضوع حدود حَرَم المدينة!! يا سبحان الله ألم تُشكل لجنة سابقة قبل سنوات أقرت حدود الحرم؛ وبناءً على نتائج دراساتها نَفّذت الجهات المختصة علامات لحدود الحرم كلفت الملايين؟! فإذا كانت تلك اللجنة لا قيمة لأعضائها ولا لقراراتها؛ فمن المسؤول عن إهدار تلك الأموال؟! ويا رباه ما المحصلة النهائية للبحث الدقيق عن هذه الحدود؟! إذا كان المقصود حِمَى الصيد؛ فاليوم لا يوجد صَيد ولا صياد! وإذا كان الغرض أن لا يُحْدِث أحدهم داخل المدينة أو يُؤْوِي محدثاً؛ فمن يريد فِعَل ذلك لا فرق عنده بين داخل الحرم وخارجه!! ثم لماذا لا تكون تلك الحدود تقريبية وربما هذا ما قصدته السنة النبوية؟ ثم يا الله هل انتهت مشاكل الأمة عموماً وقضايا المدينة خصوصاً فلم يبق إلا هذا الموضوع نكرره ونَجتَر فيه!! لماذا لا توجه الجهود للبحث في الكثير من أوقاف الحَرم والمدينة أين ذهبت؟! وكيف يُصْرَف رَيْع الباقي منها؟! ولماذا لا تسأل اللجان عن أراضٍ في المدينة تم الاستيلاء عليها وتحويلها لمخططات تُباع على المساكين بالملايين؟! هذه اللجان المصونة لماذا لا تُشَكل كيما تبحث في الأموال العامة المهدرة في المدينة على مشروعات وهمية؟! أو استراتيجيات عشوائية؟! وأيضاً لماذا لا تجتمع على مائدة آثار وتاريخ المدينة ومخطوطاتها؟ مَن غيبها؟ مَن هدمها؟! مَن سرقها؟ أخيراً ألا تلاحظون أن بعض العلماء -وفقهم الله- وهم المِثَال والقدوة يغردون بعيداً عن المجتمع وهمومه فيذهبون للفروع من الأمور، ويتركون الأصول!! هل هو الخوف من التعاطي مع قضايا المجتمع الساخنة؟! هل السبب عدم المبالاة؟ أم هم غائبون أم مغيبون عن الواقع؟! الإجابة لديهم!! أعود لحدود حرم المدينة؛ فقد ذكرني الخلاف فيها بفيلم مصري للراحل (علاء ولي الدين) اسمه (عَبّود على الحُدُود) وفيه تاه البطل على الحدود ، وما نرجوه أن لا تضيع جهود اللجان بحثاً عن الحدود، وأن يجدوا قريباً التائه المفقود!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]