مضت بعض القنوات الفضائية ذات الصيت الجماهيري مؤخرًا «مع الأسف» في انتهاج أسلوب غير إعلامي البتة ولا يرتقي إلى مستوى الثقافة والرسالة الإعلامية المفترضة من خلال استضافتها لعدد من أبطال مقاطع الإنترنت ممن ينطبق على كثير منهم وصف المهرطقين أو المهرجين الذين لا علاقة لهم بالإعلام؛ ناهيكم عن الثقافة أو الفكر! والحق أن تلك القنوات تعطي مساحة «في نشرة إخبارية أو برنامج منوع» من الحوار لأولئك الذين يتشدقون بالملايين الذين شاهدوا مقاطعهم، معتبرين أن ذلك يعد سمة النجاح وبصمته؛ ولو كان القياس كذلك فهناك مقاطع غير أخلاقية -مثلا- تحظى بمشاهدة الملايين حول العالم، فهل هذا يعني نجاحها؟! أبدًا، فالإنترنت أتاح للمتلقي فرصة التواصل مع الآخرين، وقدمت من خلاله مقاطع رائعة وهادفة، لكنه في المقابل منح المهرجين فرصة للاستخفاف بالعقول بمقاطع تخدش الذوق العام، وربما تسيء إلى بلد بأكمله! ولذلك فإن مسؤولية القنوات كبيرة جدًا في اختيار الموضوع الذي يرتقي إلى المستوى الثقافي والإعلامي والأهداف المفيدة من وراء طرحه أو إثارته. وقطعًا فإن تبني أصحاب المقاطع الفاشلة (بمضمونها وفكر من قدمها) ربما يعكس أيضا سخافة من يروّج لها! من هنا، يجب محاسبة معدِّي تلك البرامج ومراقبتهم من قبل الإدارة الإعلامية في أي قناة، وبالتأكيد لا بد من تمحيص دقيق في جميع الفقرات والأخبار وأسماء ضيوف تلك البرامج التي نراها تغض الطرف عن كل مبدع ومثقف؛ وتتجه مهرولة إلى إبراز أعمال أقل ما يُقال عنها: إنها تافهة. رذاذ: * وبما أننا نتحدث في الفضاء الإعلامي، من الواجب علينا الإشادة ببعض الزملاء المثقفين إعلاميًّا ومن هؤلاء الزميل الأستاذ خالد المطيري، وهو إعلامي مُثقَّف يحمل درجة الماجستير، ويتفانى في تقديم عمل تلفزي رائع تاركًا بصمة مشهودة في الإعداد البرامجي، والحق أنه مُعد ناجح وبارز يُشعرك بأن الإعلام الشاب سيُقدِّم عهدًا جديدًا من الابتكارات الإعلامية في منحى المضمون البرامجي الذي يحتاج طاقات شابة ومتفردة كالمبدع الألق المطيري. * وصحافيًّا، يبرز الزميل الأستاذ ماجد المالكي الذي أعطى للعمل الصحافي زخمًا شبابيًّا جديدًا، وتميز في حواراته وتغطياته ومقالاته مؤكدًا حضور الموهبة رغم ما يعترضها في المجال من محاربة وتضييق؛ تحية للزميل ماجد الذي يختار أعماله الصحافية بعناية وإبداع فاختاره التميز رفيقا له. [email protected]