لا شك أن مفهوم الثقافة الصحية مصطلح عصري حديث، يهم الكثير من الباحثين والخبراء المختصين، بنشر الوعي الصحي بأسلوب علمي دقيق، بين كافة شرائح المجتمع وفئاته المتنوعة. واهتمت منظمات صحية عالمية بتعزيز الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع المدني الراقي؛ والحق أن وزارة الصحة السعودية معنية كذلك بتطوير مفهوم الثقافة الصحية، والسعي الحثيث إلى الاستفادة من التجارب الأوروبية المتقدمة في ذلك الصدد. وبرأيي أنه لابد أن تقترب الجهات الرسمية الصحية في السعودية من وسائل الإعلام؛ كي تعقد معها شراكة إعلامية بإستراتيجية طويلة المدى لتعزيز الثقافة الصحية على مستوى الأفراد والأسر، ومؤسسات العمل المدني. وبلا شك فإن الإعلام الحديث بوسائله المتعددة وبتقنياته العصرية سيلعب دورًا بارزًا في ذلك الاتجاه إن أحسن المختصون والعاملون في القطاع الصحي القيام ببرنامج شراكة حقيقية وفاعلة مع وسائل الإعلام التي يجب أن تنتقل من دور الناقل للحدث إلى دور الناقد للقضايا الصحية، والناشر للثقافة الصحية بأسسها العلمية الصحيحة، بالاعتماد على أصحاب الخبرة والتخصص. وبحق أعجبتني تجربة قناة (صحة) الفضائية المتخصصة في تقديم برامج تهتم بالثقافة الصحية، وفق هيكل برامجي يقوم عليه مجموعة من المختصين في المجال الطبي، مع نخبة من الإعلاميين المبدعين. وفي اعتقادي أن قناة الصحة التي تهتم بصحة المجتمع قادرة باتّكائها على الأسلوب العلمي والموضوعي على إيصال الرسالة الإعلامية الجاذبة، وبإمكانها كذلك أن تكون مرجعًا للباحثين عن ثقافة صحية تخدم الأسرة والمؤسسات الخدمية في المجتمع. رذاذ: ** ألماز برهان، وسحر عبدالسلام، والزميلة خديجة، والمذيعة إيناس، ومعهم مشاري الشدوي، ورؤوف أسعد، ومحمود الديب، من الكوادر النشطة التي تراهن عليها قناة الصحة في معتركها الإعلامي الجديد.. تلك القناة ستشكل محور ثقافة صحية بأسلوب حديث يرتقي بالوعي، ويضمن النجاح. ** المشاهد العربي بات اليوم بحاجة إلى توفير معلومة صحية موثوقة لإشباع حاجته المعرفية والثقافية؛ وبالتأكيد ذلك هو دور الإعلام الراقي والمتحضر. ** العولمة الثقافية منحى رائع وخطير في عين الوقت؛ وثمة مجتمعات تمكّنت من التخلّص من ذاتها الثقافية المغرقة في التخلف، والتصالح مع العولمة الثقافية في عناق أشبع حضارتها، وجعلها تنتقل من ظلام موروثها الساذج إلى نور عالمها المنفتح. [email protected]