يقصد عدد كبير من سكان جدة وزوارها منطقة باب مكة «جنوبًا» إذا ما كانت وجهتهم بغرض شراء أجود أنواع عسل النحل سواء كان محليًا أو مستوردًا حيث تحتضن المنطقة عددًا كبيرًا من محلات العسل المتجاورة والمتراصة في شكل مجمع كبير تلفت نظر القادمين إلى السوق العتيق. وبيَّن عدد من المتعاملين في السوق ل «المدينة» أن أغلب طلبات مرتادي السوق على العسل تكون بغرض الاستشفاء والتداوي كما تشتهر المنطقة بأنها مصدر توزيع العسل لذلك يقصدها ايضا تجار العسل من بقية المناطق ويتراوح سعر عسل سدر الحضرمي ما بين 250 - 300 ريال اما سدر المحلي ما بين 250 - 300 ريال اما عسل السمرة فهو ما بين 80 - 150 ريالا اما الصال من 120 الى 200 فيما يسجل العسل الاسود اقل الاسعار من 10 الى 20 ريالا. الحضرمي في الصدارة ويوضح فواز أحمد أحد أصحاب المحلات المتخصصة في بيع العسل منذ عشرات السنين في باب مكة - أن العسل الحضرمي أو العسل الدوعني (نسبة إلى وادي دوعن في حضرموت) يمتاز على باقي أنواع العسل بجودته وقديما تغنى كبار الفنانين بالعسل, مشيرًا إلى أن الطلب يكثر عليه بشكل دائم ومستمر الدوعني حيث قالوا: «خلوني على صبري خلوني على جمري معك صابر سنين.. منك يا عسل دوعن قوت العاشقين.. نظرة منك تكفيني يا مسكوب في صيني كالماس الثمين.. يا سبحانه الشافي الذي خلى العسل شافي في دنيا ودين». أغراض الزبائن وأشار فواز إلى أن معظم الطلبات على أنواع العسل تكون بغرض الاستشفاء والتداوي لافتا إلى أن عسل السُمرة (الشوكة) أكثر أنواعه مخصص للعلاج وسمي شوكة لأنه يأتي من الجبال وهو يعالج أمراض الباطن وأمراض الكبد ,وأمراض الصدر, وتغذية الدم, وما بعد الولادة للنساء, فيما يستخدم العسل الأسود وهو مصري, لعلاج فقر الدم, وتنظيم الدورة عند النساء». ويواصل فواز شرح دواعي استعمال العسل قائلا انه من خلال خبرته تبين أن عسل حبة البركة, يستعمل لعلاج أمراض الصدر والكحة, أما عسل البرسيم فيستعمل للمسالك البولية, وعسل صال (ويكون طعمه حار) لذلك يستخدم لعلاج أمراض الحلق». العسل المغشوش وأكد فواز أن الغش في بيع العسل موجود داخل السوق, لذلك إذا لم تكن عند المشتري خبرة سابقة في أنواع العسل وجودته فإنه لن يميز الممتاز من الرديء نهائيًا, مشيرًا إلى أن الطريقة التقليدية بمعرفة جودة العسل وهي أن عدم انقطاعه دليل على جودته الممتازة, ليست دليلا قاطعا على ذلك. كما أشار فواز إلى أن أجهزة تقييم العسل والتي تكون في المختبرات ليست مضمونة في التقييم بنسبة 100% إذ قال: «ذكر لي أحد الأصدقاء أنه تم تقسيم نوعية واحدة من العسل إلى ثلاث مرات, ومن المفترض أن تأتي النتائج مطابقة في الثلاث, لكن كان العكس, حيث أظهرت تباينًا في العينات مما يدل على عدم ضمان الفحص السليم كاملا» بحسب حديثه. أما عبدالرحمن بفلح والذي أمضى أكثر من 30 عامًا في بيع العسل فقد قال: «من علامات جودة العسل أنه يظهر أثر تناوله على جسدك من ناحية القوة والنشاط والطاقة, فإذا لم يظهر شيء من ذلك بعد تناول العسل على الريق وشرب الماء بعده, فاعلم أنه عسل مغشوش». وأشار بفلح إلى أن عسل الباحة يختلف عن عسل تهامة اختلافًا جذريًا, لذلك فإن عسل المناطق الجبلية أجود من باقي المناطق الأخرى». الإنتاج والجودة وأكد بفلح أن سعر العسل يكاد يكون ثابتا ومعروفا في السوق إلا أن هناك عنصرين رئيسين يتحكمان في تحديد السعر ألا وهما حجم الإنتاج سواء المحلي أو المستورد من الخارج, وكذلك جودة العسل, فكلما كان أجود كلما ارتفع سعره, مؤكدًا في الوقت ذاته أن سعر الكيلو لأجود أنواع العسل (محلي أو مستورد) لا يزيد على 300 ريال كحد أقصى, وما يجده البعض في خارج سوق باب مكة إنما هو زيادة عن سعره الحقيقي. أمانة البيع والشراء من جهته قال محمد علي وأنور حسن وهما زبونان قصدا السوق: نأتي إلى سوق باب مكة لشراء العسل بغرض التداوي به ف»فيه شفاء للناس» كما قال الله عز وجل, وأكثر ما جذبنا إلى هذه المحلات هو أسعارها المعقولة, إضافة إلى جودة العسل وأمانة بعض البائعين حيث إننا نتعامل مع أحد المحلات منذ سنوات عديدة لذلك أصبحنا نثق في أصحابها».