ضاق أهالي حي المنتزه بالطائف ذرعًا من الأدخنة المتصاعدة المحملة بغازات؛ نتيجة الإحراق شبه اليومي في منطقة الطمر الصحي الملاصق لحيهم، والأدخنة القادمة من جهة الطمر المخصص لجميع النفايات تحاصر الحي من سنيين، الذي لا يبعد عن الحي سوى 500 متر تقريبا. معاناة السكان فالدخان المتصاعد تسبب في إغلاق الأهالي لبيوتهم ومنع أطفالهم من الخروج، يقول عبدالله الحارثي من سكان الحي: امر مزعج ومقلقل ما نشاهده ونشمه من دخان منبعث من جهة الطمر الصحي وبشكل شبه يومي، أمر خطير لكن الجهات المسؤولة متمثلة بأمانة الطائف لم تجد حلا من سنين لنقل موقع الطمر الصحي وإراحة الحي من مشكلاته، حيث لا يبعد عن الحي سوى أمتار معدودة، فالأدخنة المنبعثة من الموقع خطر بيئًا وصحيًا على أطفالنا وعلى كبار السن ومرض الجهاز التنفسي من ربو وغيرها، ويجب على الجهات المختصة التفكير السريع بوضع حل لأزمة الدخان المحاصر للحي من سنيين. أما المواطن محمد المالكي فيقول: حاولنا عشرات المرات مع أمانة الطائف لنقل الطمر لموقع بعيد عن الحي والمنبعث من اتجاه الأدخنة والروائح الكريهة للحي الذي أصبح العيش فيه لا يطاق وكثير من الأهالي استبدلوا منازلهم خوفا على أنفسهم وأطفالهم من الأمراض والأوبئة التي يرونها بشكل شبه يومي من الدخان المتصاعد نتيجة حرق النفايات وإطارات السيارات بالقرب من الطمر الصحي. ويضيف حامد العتيبي إن الأمانة وعدت من سنيين بنقل موقع الطمر لكن هذا ما لم يحدث وأصبحنا محاصرين في منازلنا بسبب الدخان المنبعث من مجمع النفايات، ومطالبنا لم تنفذ على ارض الواقع ولم نسمع سوى وعود من سنين، السؤال متى يرتاح السكان من تلك الأدخنة وأيضا متى سوف ينقل الطمر الصحي «مجمع النفايات» المخصص من قبل الأمانة، نريد جوابا واضحا من المسؤولين لا نريد وعودا مللنا منها. رصد الدخان «المدينة» قامت بجولة لمعرفة مصدر الدخان المتصاعد الواصل للحي واتجهت ناحية الطمر الصحي القريب من الحي وتابعت مصدر انبعاث تلك الأدخنة، فحينما اقتربت من الموقع وجدت بالقرب من الطمر سكن لعمال الشركات التي تختص بنظافة الشوارع عبر مساكن موزعة على حسب الجنسيات، واقتربنا أكثر من مساكنهم والى أن وصلنا إلى سور خلف السكن لتتبع مصدر الدخان، كان هناك مجموعة من العمالة حين شاهدونا هربوا من الموقع متجهين لمساكنهم ولما يبقي سوى 4 منهم. ومسك المحرر بعمال بين حويات النفايات المتناثرة في الموقع ومعه كيس يجمع فيه العلب وما يراه مناسبا للبيع، وسألناه عن سر تواجده ولكنه لم يجب ورد بلغة مكسرة «انا ما في معلوم». وفجأة وجدنا الأدخنة متصاعدة من خلف سوار السكن وحين اقتربنا منها وجدنا اثنين من العمالة يضرمان النار في أسلاك معدنية وحين شاهدانا نقترب منهما أطلقا أقدامهم للريح هربا منا، وكانا يحاولان إخماد النار بالماء لكنهما لم يستطيعا لقربنا منهما ولاذا بالفرار. وبالقرب من النار وجدنها تحتوي على مجموعة من الأسلاك المعدنية وبعض النفايات بالقرب منها إطارات مركبات وآثار اللهب النار على سور المبنى «السكن» مع كل اتجاه وهذا دليل على استغلال هؤلاء العمالة جمعهم لنفايات وتجمعها في سكنهم وفرزها وأخذ ما هو جيد للبيع والسيئ يقومون بإشعال النار فيه مما يتسبب في تصاعد الأدخنة ووصولها للحي المجاور لسكنهم والقريب من الطمر الصحي مستغلين ضعف الرقابة عليهم وعدم وجود من يمنعهم، مما يؤثر في صحة ساكني الحي القريب من خلال تخلص تلك العمالة من النفايات بطرق غير صحيحة و لا صديقة للبيئة ولا تضر بصحة الإنسان. الأمانة وفي نفس السياق أكد المتحدث الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم، أن الأمانة تتخلص من النفايات بطريقة الطمر الصحي، دون إحداث أي ضرر بالصحة العامة، لافتا بأنه لا يوجد إشعال للنفايات بل يتم التخلص منها بطريقة صديقة للبيئة، مشيرا إلى أن الأمانة بصدد نقل موقع الطمر الصحي إلى موقع آخر بعيدا عن النطاق العمراني خلال الفترة المقبلة ان شاء الله.