دعا الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أمس إلي حوار مباشر مع أمريكا لتسوية القضايا العالقة بين البلدين خاصة الملف النووي جاء ذلك فى تصريح غير مسبوق يفسر استسلام إيران للضغوط الاقتصادية وقناعتها بأن أمريكا هي القطب الأوحد في العالم وقال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للصحفيين على هامش المنتدى الدولي الخامس للديمقراطية في جزيرة بالي بأندونيسيا: «إن القضية النووية الإيرانية تحولت إلى قضية سياسية وأن تسوية هذه القضية تتطلب حوارًا سياسيًا بين إيران وأمريكا». وأضاف: «نعتقد بأن الأساس في العلاقات الدولية هو العلاقات الودية بين الشعوب والحكومات، علاقات تكون على أساس العدالة والاحترام المتبادل؛ ولو جرى في مكان ما المساس بهذه المعادلة فإنه ينبغي البحث عن السبب في ذلك والنظر في مسالة أنه مَن وكيف ولماذا قطعت العلاقة بين إيران وأمريكا قبل 33 عامًا؟). ويأتى كلام الرئيس الإيراني في وقت لازال فيه الأصوليون يواصلون اتهاماتهم للرئيس نجاد وحكومته بالانبطاح لأمريكا و»الاستكبار العالمي» والتسبب في إيجاد ازمة اقتصادية في البلاد لكي تكون مبررًا للتقارب مع أمريكا وبسبب ذلك يواصل الأصوليون داخل البرلمان السعي لمساءلة الرئيس نجاد واستجوابه داخل البرلمان وهي المعركة الفاصلة بين الأصوليين قبل الانتخابات الرئاسية ويقول النائب حسن زماني: «إن هناك ضغوطًا تمارس علي البرلمان لسحب مشروع استجواب الرئيس نجاد لكن الأصوليين سيواصلون الاصرار علي استجوابه وكان نواب مقربون من الرئيس نجاد قد اتهموا زملاءهم داخل البرلمان بالتجاوز علي»ولاية الفقيه والمرشد خامنئي» بمساءلة الرئيس نجاد في وقت دعا فيه خامنئي المسؤوليين إلي إنهاء الخلافات». من جهته أكد إبراهيم رئيسي مساعد رئيس السلطة القضائية في إيران أن تيار»الانحراف» المقرب من الحكومة الذي يدعو إلي التقارب مع أمريكا هو تيار منحرف يسعي للسيطرة علي مقاليد الأمور في البلاد وأضاف رئيسي بأن تيار الانحراف لازال حيًا ونظم اتصالات مع تيار الاصلاحات وأكد المسؤول الإيراني بأن «المرشد خامنئي» دعا أنصاره إلى ضرورة الصبر علي حكومة نجاد حتي إكمال دورتها خوفًا من حصول فتنة في حالة الإقالة والإقصاء) وبحسب خبراء إيرانيين فإن الوضع السياسي الحالي يشهد صراعًا مابين الأقطاب بسبب الأوضاع المعيشية السيئة والمشكلات الاقتصادية والتهديدات العسكرية وكشف المراقبون عن وجود انقسامات داخل النظام بين فريقين أحدهم يقوده المرشد علي خامنئي والثاني بقيادة هاشمي رفسنجاني والرئيس أحمدي نجاد وأن الفريق الأخير يدعو للتقارب مع أمريكا). وبالرغم من هذه الصراعات فإن إيران لازالت تجري المناورات والاستعدادات للحرب وفى هذا الإطار أعلن قائد مقر «خاتم الأنبياء(ص)» للدفاع الجوي الإيراني العميد فرزاد إسماعيلي، عن إقامة مناورات «المدافعون عن سماء الولاية 4»، الأسبوع المقبل في 8 محافظات. وقال العميد إسماعيلي في مؤتمر صحفي: «إن هذه المناورة تقام بمشاركة وحدات من الحرس الثوري وسائر قوات الجيش الإيراني»، وأضاف: «إن مناورة 'الولاية 4' المشتركة ثنائية الجانب، ومحورها الأساسى هو الدفاع عبر الدفاع الجوي وإن مساحة منطقة المناورة تبلغ أكثر من 850 ألف كيلومتر مربع حيث تشمل مساحة واسعة من البلاد». وأضاف: «إن منطقة المناورة تشمل محافظات خراسان الشمالية وخراسان الرضوية وخراسان الجنوبية وسيستان وبلوتشستان وكرمان وهرمزكان وأجزاء من محافظتي فارس ويزد». وبيّن أنها تقام على مدى 7 أيام، وتتضمن الأيام الأربعة الأولى الجانب الأساسي والميداني والمكثف فيما بقية الأيام تتعلق بانتشار القوات ومواجهة الانتشار. وأشار إلى المنظومات المشاركة في هذه المناورة الكبرى وأضاف إنه ستشارك في المناورة أنواع من الرادارات الثابتة والمتحركة والتكتيكية ومنظومات استراق السمع الإلكترونية التكتيكية الثابتة والطائرة.