جابر، شاب في السابعة عشرة من عمره، وأحد نزلاء دار التربية الرعاية الاجتماعية بمنطقة جازان، داهمه المرض العضال المتمثل في ثلاسيما في الدم، والتي تطورت إلى فشل كلوي كلي، لتنعكس آثاره على العديد من الأجهزة الأخرى فتصيب المثانة والرئة والمعدة، وتهدد حياته بتعطل أكثر من جهاز وعضو حيوي في جسده النحيل بفعل تكالب هذا المرض عليه، حيث قرر الأطباء حاجته الماسة لزراعة كلية حتى يتمكن من ممارسة حياته الطبيعية. جابر هو أحد الأيتام بدار التربية بجازان أصبح الحزن يسكنه واليأس يتلحفه لصعوبة حالته الصحية التي قيدت انطلاقته وزادت من معاناته وجعلته أسيرًا لمركز التأهيل الشامل الذي أجبر على البقاء فيه ليكون قريبًا من آلة غسل الكلى، وكذلك مراجعاته المتكررة لمستشفى الملك فهد المركزي لإجراء عمليات ناتجة عن قصور في عمل الكلى. حاورناه فوجدنا شابًا يتقد ذكاءً وكانت فرحته لا توصف عندما أخبرناه بأنا سنطرح معاناته ومساعدته على استكمال علاجه، حيث قال أتمنى من الله أن ينظر فاعلو الخير من دولتنا الحبيبة أو من وزارة الشؤون الاجتماعية على مساعدتي في زرع كلية، حيث إني مصاب بفشل كلوي كامل، وهو ما أثر على حالتي الصحية وأخبرني الأطباء بأني إذا لم استطع زرع كلية فستتأثر كل أعضائي بسبب الفشل الكلوي. وعن دراسته قال جابر كنت من المتفوقين في الدراسة وأدرس في الصف الثاني ثانوي ودرجاتي متميزة، لكن ما زاد معاناة مرضي هو منعي من إكمال الدراسة بسبب ارتباطي بغسل الكلى الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من جدول حياتي اليومي، حيث أمنت لي مركز التأهيل الشامل وحدة غسيل كلى في مقر إقامتي وهذا ما قيدني إلى جوار هذه الوحدة. فيما تضمن التقرير الطبي الصادر من مستشفى الملك فهد المركزي الذي حصلت «المدينة» على نسخة منه أن المريض شخصت حالته بأن لديه داء الكلى المزمن نتيجة إلى الاشتباه بمتلازمة البورث في عام 1431ه، ونصح بالمتابعة في العيادة الخارجية للكلى وفحص بعد سنة في تاريخ 12/6/1432ه، وأجري له غسيل كلوي بشكل أولي، وأصبح متابعًا بانتظام على الغسيل. وانتهى التقرير إلى وصف حالته بداء الكلى في مرحلته الأخيرة ويحتاج إلى المعالجة بالغسيل الكلوي لمدة طويلة حتى يخضع لعملية زراعة كلية.