فاز أوباما بولاية رئاسية ثانية، مكتسحًا خصمه روميني بزيادة تقترب من 60% من عدد أصوات المجمع الانتخابي، البالغ عدده 540 صوتًا، يتوزعون على الولايات الخمسين، ومقاطعة كولومبيا.. طبقًا لعدد السكان، في حين لم يكن فوزه شعبيًّا بأكثر من مليون صوت فقط من جملة الناخبين، الذين تجاوز عددهم 111 مليون ناخب. ليس هذا مجال الاحتفاء بفوز ثانٍ، لم يتوقع كثير أوله قبل 4 سنوات، فقد لا يهمنا كثيرًا نحن بني يعرب، فوز باراك ليس فقط لأننا فقدنا فيه ثقة لم يكن لها أهلاً، بل لأننا لم نكن أصلاً للوعد أهلاً. نحن لم نساعده على ترجمة وعوده إلى حقائق، ولو جزئية، إذ نريد أن تُزف إلينا كل النجاحات، وتتحقق لنا كل البشريات، ونحن ها هنا قاعدون. ومن كان كبير مفاوضيه مع إسرائيل من شاكلة من تعرفون وتنكرون، فلا يحلم بأكثر من مزيد من التمدد الصهيوني في كل اتجاه. ومن كان راعي مفاوضات التقريب بين الفلسطينيين من شاكلة عمر سليمان، فلا يحلم بأكثر من فشل يعقبه فشل. بعد السكرة تأتي الفكرة! وبعد الفوز يبدأ العمل فورًا.. لا لأنه توقف، فهؤلاء لا يتوقفون أبدًا لأنهم أجراء محاسبون، ولكن لأن في الأفق رؤية جديدة لأعوام أربعة جديدة. وفي ملفات الداخل هموم كثيرة يمكن أن تشغل بال أكبر (جدع)، وتدعوه إلى العزلة والانكفاء تكثيفًا للجهود، وترشيدًا للموارد، ودراية لشر (الخارج). وفي الخارج يبرز ملف عاجل اسمه الشأن السوري، الذي تحاشى أوباما الخوض فيه خوفًا من انعكاساته السلبية على فرص فوزه، فهل سنبذل نحن العرب -المهتمين- (بهذه القضية الإنسانية بالدرجة الأولى) ما يجب، وأكثر ممّا يجب لمزيد من المشاركة الأمريكية الفعّالة لشل حركة آلة القتل النصيرية خصوصًا تلك المحلقة في السماء!! لو شاءت الولاياتالمتحدة التدخل لفعلت، وقد سبق لها ذلك في البوسنة في عهد بيل كلينتون، وفي العراق في عهد بوش الابن، وبدون موافقة من مجلس الأمن، ولا غيره. الكارثة المشينة ما يتردد عن رغبة بعض (العرب) في استمرار الحال على ما هو عليه في بلاد تضم “دمشق وحماة وحمص وحلب"!! [email protected]