أخي العزيز وزميلي الكاتب أنس زاهد: ما خطته يمينك في هذه الصحيفة الغراء يوم 2 مارس بعنوان (لا لزعامة القرضاوي) هي كلمة حق أريد بها حق، فيها من الإنصاف كله، ومن الحكمة بيانها. أخي أنس: أحسب أنك رددت بوضوح على إخوة أحبة لنا يحمّلون الأمور فوق طاقتها. فيرسمون للشيخ حفظه الله صورة لا تليق، ويضعونه في مشاهد لا تُقبل، فلا هو بالذي اعتلى المنبر عنوة يوم جمعة الخلاص، بل دُعي إليه تقديراً لمكانته وتاريخه وعلمه وفضله، فهو (لم يكن في يوم من الأيام أداة من أدوات السلطة، أو بوقاً من أبواقها التي تلبس الحق بالباطل وتلبس الباطل بالحق). أجندة إخوتنا وأحبتنا كثيرة ومتعددة، لكني لا أفهم لماذا يُوضع الشيخ وأمثاله دائماً في المقدمة، فتُكال لهم التهم وتُفسر كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة تصدر منهم على أسوأ ما يمكن. وفي المضمون كيل مائل يطفح بمصطلحات من شاكلة: انتهازيون، متهافتون على السلطة، مستبدون أعداء للديمقراطية إلى آخر القائمة غير الحسنة. هؤلاء للأسف الشديد يعرضون مصداقيتهم للاهتزاز دائماً، فهم مع الطغاة (جبريون) لا يتحدثون ولا ينتقدون ولا (يتشطّرون). وهذا أحد أحبابنا يحسن الظن بمبارك، فيؤكد في صحيفته أن (مبارك استجاب لمطالب الشعب..) لمجرد أنه عين آنذاك نائباً لرئيس الجمهورية بعد شغور المنصب 30 عاماً، في حين أن المتظاهرين لم يعبّروه ولم يحسبوا له من الاستجابة شيئاً، مجرد انحياز كامل لا معنى له لورقة خاسرة بكل معايير الثورة الرشيدة والعقلانية الحكيمة والحياد السوي. وقد استغرب أخي أنس مواقف هؤلاء من الحركة الإسلامية عموماً وربطها المستمر بأجندة الخميني في إيران. هم أشبه بذلك الذي أكّد ثم أكّد أن ما يجري من ثورات في بعض العواصم العربية إنما هو تآمر يصدر من (غرفة) في تل أبيب، ويُدار من (جهاز) في واشنطن. وبعد أن أكّد وأكّد، عاد واعتذر وقال بأن كلامه فُسر على غير ما قُصد منه!! وعلى كل حال اضحكوا مع الضاحكين!! بارك الله فيك أيها العزيز أنس وأكثر من أمثالك. [email protected]