قال خطيب جامع أم الخير بجدة الشيخ صالح بن محمد الجبري في خطبة الجمعة يوم أمس : إنه في السنة العاشرة من الهجرة، حجّ صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وخطب خطبة الوداع فكان مما قاله « من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق. فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، قالوا: يا رسول الله: وإن كان شيئاً يسيراً قال: وإن كان قضيباً من أراك» فأين هم الذين يعتدون على المسلمين فيسرقونهم أو يستولون على أجورهم بغير حق، أين هم عن هذا التهديد والوعيد، وما الذي سيفعلونه عندما يفضحهم الله يوم القيامة؟. وقال صلى الله عليه وسلم « يا أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى» تحدث عن حقوق الإنسان، وينبه إلى أن ميزان الحق الذي يوزن به الناس يوم القيامة هو ميزان التقوى، لا ميزان الحسب والنسب والجاه والمال والشهرة، فكل هذا لا قيمة له في الإسلام. والنعرات الجاهلية والتفاخر بها تعتبر من أقصر الطرق الموصلة إلى النار واليوم يوجد من لا يزال يتمسك بالفخر بالأحساب والأنساب، ومن أجلها يوالي ويعادي. وحذر عليه السلام أمته قائلا « فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض وأنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم» وهنا كيف يقول صلى الله عليه وسلم فلا ترجعوا بعدي كفارا وهم يشهدون أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله والمعنى كما ذكر أهل العلم إما أنهم يفعلون فعل الكفار في قتل بعضهم البعض أو في استحلال دماء بعضهم البعض. ثم وضع صلى الله عليه وسلم العلاج للناس من جميع المشكلات التي قد تعترض حياتهم، أمام مصدرين لا ثالث لهما. ضمن لهم عند الاعتصام بهما الأمان من كل شقاء وضلال، وهما: القرآن والسنة، وهو يتقدم بهذا التعهد والضمان إلى جميع الأجيال المتعاقبة من بعده. ليبين للناس أن صلاحية التمسك بهذين الدليلين ليس مقصوراً على عصر دون عصر، أو جيل دون جيل، بل هما صالحان لكل زمان ومكان. لذلك نرى كثيراً من المسلمين اليوم وبسبب تفريطهم في اتباع الكتاب والسنة، يعانون من الهزائم والتخلف والإحباط. فهم لا يخرجون من فشل إلا ودخلوا في فشل آخر وسيستمرون في فشلهم هذا حتى يعودوا إلى الله عودة صادقة حقيقية ويعملوا بالكتاب والسنة كما أمر الله ويتوقفون عن استيراد قوانينهم ونظمهم وأساليب حياتهم بعيدا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .