من المؤسف تعامل بعض الأطبّاء السعوديين مع قضاياهم بسلْبية مُخجلة، وعدم اكتراث بسوء إدارة بعض المنشآت الطبية، ولجوء بعضهم إلى إغراق أنفسهم في أعمال إدارية وأكاديمية، دون مقابل مادّي يُذكر، أو تقدير معنوي لائق، هربا من مسؤولياتهم المِهْنية التي تجلب لهم توتراً وضُغوطات نفسية، لا يجديهم نفعاً تحمُّلها. ومما زاد من تجاهل الأطباء لبعض قضاياهم العالقة، إهمال معظم وسائل الإعلام طرحها بشكل محايد، وتجاهلها آراء الممارسين من الأطباء، المتضرّرين من مضاعفاتها المزمنة، ونتائجها الكارثية، فمعظم وسائل الإعلام تتناول قضاياهم من وُجهة نظر رسميّة، وتنشُر تصاريح بعض المسؤولين أو شكاوى بعض المواطنين فحسب، دون إعطاء الأطباء السعوديين فرصة الحديث عنها من وجهة نظرهم، وكشف معاناتهم اليومية معها. والملاحظ، أن بعض مواقع الصُّحف، تحظُر نشر بعض تعليقاتهم على موضوعات ومقالات تمسُّهم بصورة مباشرة، كقضية الأخطاء الطبية، ومستوى الخِدْمات الصحية، وقضايا تجميد رواتبهم، وتوحيدها بينهم بشكل غير عادل، وخصم بدل الندرة من علاواتهم الشّهرية، وإهمال تسليمهم مستحقاتهم الإدارية والمادية الأخرى، فضلا عن تعطيل تنفيذ الأمر الملكي (عام 1427 ه) بالسماح لهم بالعمل في القطاع الخاص، مما زاد من حالة الإحباط لديهم، وشعورهم بالعُزلة الاجتماعية، فوق ما زاده عليهم بعض المسؤولين الصحيين مِن سوء تقدير، واستخفاف بمطالباتهم المنطقية. ومع ذلك، أرى ضرورة أن يتفاعل الأطباء السعوديون مع قضاياهم التي أهملها بعض المسؤولين الصحّيين، ومشكلاتهم الإدارية التي تجاهلها بعض المديرين التنفيذيّين، وألا يخضعوا للابتزازات أو التهديدات الإدارية، أو إغراءات المحسوبية وبريق المناصب الزائف، ويستمروا في محاولات إيصال مُطالباتهم المشروعة ، بجميع الوسائل النظامية والقانونية المتاحة، فإن كان بعض المسؤولين الصحيّين لا يكترثون بحقوق الأطباء، ولا يهتمون بالرّد على استفساراتهم، فهذا لا يعذُر الأطبّاء السعوديين، ولا يعفيهم من التزاماتهم الأدبية، وواجباتهم تجاه الارتقاء بالخدمات الطبية في وطنهم، حتى وإن بدا لهم، أن الحال الإداري غير مُشجّع، وبيئات العمل قاتلة للإبداع، فمِن سُنّة الله أن يذهب الزبَد جُفاءً، ولا يمكُث في الأرضِ إلا ماينفع الناس، كما لا يضيع حقُّ وراءه مُطالب، فماذا أنتم فاعلون أيها الأطبّاء ؟!. [email protected] [email protected]