نفى السودان أن تكون لإيران علاقة بمصنع اليرموك للأسلحة الذي تعرض الأسبوع الماضي لانفجارات وحرائق نسبتها الخرطوم إلى هجوم إسرائيلي، ونفت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها أي صلة لإنتاج التصنيع العسكري السوداني بأي طرف خارجي، مؤكدة أن إيران ليست بحاجة لسلاح تصنعه في السودان سواء لها أو لحلفائها. في الوقت نفسه اتهم وزير الإعلام السوداني، إسرائيل بمهاجمة مصنع الذخيرة بالخرطوم، الذي اندلع به حريق ضخم ليل الثلاثاء، وقال الوزير: إن أربع طائرات عسكرية إسرائيلية تقف وراء الضربة الجوية، التي استهدفت مصنع اليرموك، بينما تحدث محافظ ولاية الخرطوم عن اندلاع حريق في مصنع للأسلحة بالعاصمة السودانية دون تحديد أسبابه، وأبلغ الخضر التلفزيون السوداني أن الانفجار وقع على الأرجح في قاعة للتخزين بالمجمع الضخم. الهجوم الصهيوني الأخير على السودان وتدمير مصنع استراتيجي لتصنيع الأسلحة والذخائر هل سيثير حماس الناس ويجعلهم يلتفون حول الحكومة السودانية ضد أي عدوان خارجي؟! أم ستستغله إسرائيل لإثارة الرعب في العالم العربي؟! الحكومة الإسرائيلية لم تعلن رسمياً مسؤوليتها عن الضربة، إلا في تصريح مقتضب للمحرر العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل امتلكت معلومات أكيدة بشأن وجود قواعد عسكرية إيرانية في الخرطوم، ومن أبرز هذه القواعد معسكر اليرموك الذي يتحكم عدد من القادة أو الخبراء الإيرانيين في عمله، الأمر الذي دفعها إلى ضربه، والذي كان يصنع أسلحة وصفها بالخطيرة على أمن إسرائيل، والتي كانت في طريقها إلى حركة حماس في غزة. من المعروف أن إيران أقنعت السودان بالتوقيع رسميًا على اتفاق للتعاون بينهما، وهو الاتفاق الذي تم منذ أربع سنوات والذي تم بمقتضاه إقامة مستعمرة عسكرية إيرانية مستقلة تمامًا عن سلطة السودان في الخرطوم. الحقيقة لا تزال ضائعة، ونحتاج ويكيلكس عربي للكشف عنها، لكن لدينا حقائق مثبتة، أولا إسرائيل لديها قدرات عسكرية قادرة لتوجيه الضربة، وثانيا الحكومة السودانية لا تستطيع ردع القدرات العسكرية لإسرائيل، وثالثا إيران تبسط قوتها السياسية في العالم العربي عن طريق إقامة تحالفات تثير الجدل.