وجهت الحكومة السودانية أمس اتهاما رسميا لإسرائيل بقصف مصنع للأسلحة والذخائر جنوبي العاصمة الخرطوم فى وقت متأخر من ليل أمس الأول، فيما أشارت حصيلة أوَّلية إلى أن أربعة مدنيين قُتِلُوا ولم يتسن التعرف على حجم الخسائر فى صفوف العسكريين ومدى الضرر الذي أصاب المنشآت. وطوَّقت وحدات من الجيش موقع المصنع الذي يقع فى منطقة سكنية وأغلقت كل الطرق المؤدية إليه فيما اضطر عشرات السكان إلى إخلاء منازلهم طوعاً خوفا من تجدد انفجار الذخائر. ويعتبر هذا ثالث هجوم إسرائيلي على السودان خلال عام بعد هجومين جويين فى شرق السودان استهدفا قافلة لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة ومواطن سوداني داخل مدينة بورتسودان يعتقد أنه على صلة بصفقات تهريب الأسلحة. واتسم موقف الحكومة السودانية إزاء الحادث بقدر من الاضطراب، إذ تضاربت تصريحات مسؤوليها. وفور وقوع انفجار الذخائر، أصدر المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد، بيانا صباح أمس روى فيه تفاصيل الحادث، وقال إن انفجارا وقع فى أحد مخازن الذخائر بمجمع اليرموك، دون أن يحدد أسبابه، أدى إلى تمدد الاشتعال فى منطقة تكثر فيها الحشائش مما فاقم دائرة النيران. وأوضح الصوارمي أن تحقيقا مستعجلا يجرى لإماطة اللثام بشأن الحادثة وحصر الخسائر، بينما استبعد والي ولاية الخرطوم، عبدالرحمن الخضر، ضلوع أي جهات خارجية، غير أن المتحدث الرسمي باسم الجيش عاد بعد نحو أربع ساعات ليعقد مؤتمرا صحفيا بوكالة السودان للأنباء بمشاركة وزير الإعلام ليصوب الاتهام رسميا إلى إسرائيل بقصف المصنع بواسطة أربع مقاتلات جوية. ومصنع اليرموك الذي وقع فيه الانفجار مملوك لهيئة التصنيع الحربي التابعة للجيش السوداني، وبحسب مصادر، تحوم شكوك حول وجود شراكة بين الحكومة السودانية وإيران لتصنيع أسلحة بتقنيات عالية في المصنع وتزويد حركة حماس بالمعدات الحربية من خلال تمريرها إلى قطاع غزة عبر العريش المصرية، ما يعزز الشكوك بشأن مسؤولية إسرائيل عن العملية وفقا لمصادر عسكرية أشارت إلى أن الدقة التي تم بها تنفيذ الهجوم تؤكد ضلوع إسرائيل. ويقع مصنع اليرموك فى منطقة أبو آدم بضاحية الكلاكلة جنوبي الخرطوم، ويشغل مساحة واسعة مسوَّرة وتُفرَض عليه إجراءات أمنية مشددة، كما أنه يجاور مستودعات المواد البترولية الرئيسية في العاصمة. وقال وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، إن المقاتلات الإسرائيلية قامت أولاً بتعطيل أجهزة الرصد والرادارات وتبع ذلك فشل المضادات الأرضية في التعامل مع الطائرات المهاجمة.