عبر عدد من كبار السن عن حنينهم للعيد في الماضي، حيث تقل التكلفة، ولم يكن الإسراف على الوجه الذي نراه الآن. وأشاروا إلى أن أيام العيد اختلفت في العصر الحالي عن السابق، حيث كان الأهالي يحرصون على المحافظة على بعض تقاليد العيد التي كانت في السابق، مثل الزيارات والتواصل والمعايدة فيما بينهم من الأقارب والجيران والأصدقاء وأبناء القرية، في مظهر يشعر الأهالي بقوة التلاحم والتواصل بين الجميع، وإظهار الفرح في هذه المناسبة المباركة، وينتقد كبار السن التوجه إلى الأسواق والتي أصبحت أمرًا أساسيًّا في الانفاق الزائد خلال أيام العيد، وإعداد ميزانية خاصة للولائم والعزائم. ويقول العم ضيف الله الزهراني: لم توجد في الماضي أي مظاهر من الإسراف أو تبذير، ولم نكن نعرف الأسواق مثلما يحدث الآن من إنفاق في غير محله، وما يتركه من عبء اقتصادي ثقيل على الأحوال المادية للأسرة. وكنا نجتمع كالأسر وكعوائل، ويجتمع الرجال وكانت الحياة تمتاز بالبساطة وعدم التكلف، فكل ما يقدم هو من صنع البيت، ولكن للأسف ما نشاهده الآن هو إسراف بعينه. وأكد صالح الزهراني أن المادة أصبحت أساس العيد فمن ليس له مال فلا عيد له، والإيقاع السريع للحياة في كل مظاهره وعاداته وتقاليده كما أن التكلف الكثير والاسراف في احتياجات قضى على الكثير من جماليات العيد. فالعيد في الماضي كان جميلاً في كل شيء.. وكانت جميع البيوت تحتفل بأيامه ولياليه فتجد المنازل وقد تزينت بعبارات الترحيب.. والتزاور كان سمة كل بيت، ويقول محمد العامري: لم يكن هناك شيء اسمه ميزانية العيد التي ترصد لها مبالغ كبيرة، أمّا الآن فهناك ميزانية العيد التي أصبحت عبئًا ثقيلاً على الأسر بسبب الالتزامات التي يلتزم بها، فأصبح العيد في القرى والمدن والأرياف يتطلب الكثير من المصروفات، فالأسواق والمراكز التجارية تتطلب ميزانيات وذلك لشراء احتياجات العيد ومستلزماته. أمّا عائض الغامدي فيقول: إن البيوت في الماضي كانت تستقبل العيد بتقديم الأطعمة الشعبية للزوار من أهالي القرية ومن غيرهم ممّن يأتي من الخارج، وكانت في القرية بيوت مشهورة نحرص على زيارتها أكثر من مرة لما نجد عندها من أنواع الأطعمة اللذيذة. أمّا عبدالله أحمد فيشير إلى أن الوضع تغير بسبب الوضع الاقتصادي فكل شخص بدأ ينافس الآخر على تقديم أفضل ما عنده مع قوة متطلبات الحياة العصرية التي باتت تؤرّق الجميع بسبب ارتفاع الأسعار التي طالت كل شيء وتغير الوضع الآن تمامًا عن عيد زمان.