اعتبر الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهمي أمس أن الوضع في سوريا «يسير من سيئ إلى أسوأ»، ليتزامن كلامه مع دخول هدنة عيد الأضحى ساعاتها الاخيرة، فشن الطيران الحربي السوري «غارات هي الأعنف» منذ بدء استخدامه في النزاع، وانفجرت سيارتان مفخختان في جنوبدمشق وريفها ما أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل 76 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. وقد أبدى الأبراهيمي من موسكو أسفه لإنهيار وقف إطلاق النار، معتبراً أن «الأزمة السورية خطيرة جدًا جدًا، والوضع يسير من سيء إلى أسوأ». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كرر الإبراهيمي وصف ما يجري في سوريا «بالحرب الأهلية، وإذا لم تكن هذه حرباً أهلية، فلا أدري ما هي الحرب الأهلية». من جهته، أعرب لافروف عن «خيبة أمل» موسكو، الحليف الدولي الأبرز للرئيس بشار الأسد، من عدم التزام الطرفين بالهدنة، معتبرًا ألا فائدة في الخلاف عمن انتهكها. ودعا إلى الحوار لأن «الهدف هو أن يتوقف جميع السوريين عن إطلاق النار ويجلسوا حول طاولة المفاوضات». من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من سيول «أشعر بخيبة أمل عميقة من فشل الأطراف في احترام الدعوة لوقف القتال». وإزاء عدم إمكان «حل هذه الأزمة بمزيد من الأسلحة وسفك الدماء»، دعا بان مجلس الأمن المنقسم حول الأزمة السورية ودول المنطقة وجميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم والدفع من أجل وقف لإطلاق النار». ميدانيًا، أدى انفجار سيارة مفخخة في حي الروضة السكني في منطقة جرمانا في ريف دمشق إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة العشرات «معظمهم من النساء والأطفال»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وأوضحت سانا أن «التفجير أدى إلى وقوع أضرار كبيرة في المباني السكنية المجاورة والمحال التجارية». من جهة ثانية، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «إن الطائرات الحربية شنت «ما يزيد عن 60 غارة جوية» أمس، مشيرًا إلى أن هذه الغارات «هي الأعنف منذ بدء استخدام الطيران الحربي» في نهاية يوليو الماضي. وشهدت محافظة إدلب في شمال غرب سوريا سلسلة من الغارات الجوية تركزت على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، وبلدات محيطة بها مثل كفرومة ومعر شورين وسلقين وحارم وخان شيخون. وأشار المرصد إلى أن الغارات ترافقت مع «اشتباكات عنيفة» في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان والذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ استيلائهم على المدينة في التاسع من أكتوبر. وشملت الغارات أيضا بشكل مكثف مناطق في ريف دمشق، وبينها مزارع رنكوس في ريف دمشق «التي تعتبر اأحد معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة القلمون»، بحسب المرصد. وقتل «ما لا يقل عن 11 عنصرًا من القوات النظامية وأصيب العشرات بجروح» في اشتباكات مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لا سيما في مدينة حرستا وبلدتي عربين وزملكا، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى مقتل 9 مقاتلين معارضين في حرستا.