يطوف الحجاج المسلمون حول الكعبة ويصلون في المسجد الحرام خلال موسم الحج. وتتوج هذه، يفد ما يقرب من 3 ملايين شخص من كل ركن من أركان كوكبنا إلى الحج لمدة أسبوعين في مكة بالمملكة العربية السعودية. وكلمة (حج) التي أصبحت معروفة في كل لغات الدنيا كلمة عربية. وتتوج هذه العبادة نفسها في أقدس موقع بالنسبة للمسلمين بمكةالمكرمة التي تعتبر مركز الإسلام في العالم. وبالنسبة للعديد من الملايين من المسلمين فإن الحج، يتجلى فيه التنوع العرقي بأسمى معانيه حيث نجد فيه ضمن الحجيج الرجال الباكستانيين من كبار السن والأطفال الصغار الإندونيسيين والنساء الأميركيات الشابات، والعرسان السوريين الجدد والأمهات السودانيات والآباء البوسنيين، الحج يمثل الذروة الروحية لحياة كل هؤلاء. ويشكل التجمع السنوي في مكةالمكرمة أيضا أحد أكبر التجمعات البشرية المنتظمة في كل عام وربما لا يوجد له نظير على وجه الأرض. واستمرت مناسك الحج متصلة منذ فجر التاريخ الإسلامي وهذه المناسك بمثابة تذكير لنا بأننا بشر آيلون للفناء والموت وأنه لا عصمة للإنسان. كما تجسد مناسك الحج المختلفة المحن والمصاعب التي واجهها الأنبياء عليهم السلام عبر القرون بينما كانوا يؤدون رسالاتهم. خلال موسم الحج يتطلع كل مسلم ويركز على تقليد وإعادة تمثل تجارب النبي إبراهيم عليه السلام، ويتذكر أيضاً الدروس التي نتلقاها من إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام،حيث لايمكن أن يتكرر مثال إسماعيل عليه السلام في الطاعة والخضوع من قبل أي كائن حي. ويتذكر الحجاج خاتم الأنبياء النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين وقف في جبل عرفات وأعلن عن اكتمال الإسلام كرسالة سماوية وعن المساواة بين البشرية جمعاء خلال خطبة حجة الوداع. مما لا شك فيه فإن أبسط رسالة، لكنها عميقة بين الحجاج هي مفهوم المساواة بين جميع البشر. أثناء الحج، فليس هناك تفوق على أساس العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي أو النوع. الإسلام يعلمنا أن الشخص المسلم لا يتفوق على أخيه المسلم لا بالتقوى والعمل الصالح. فلنتذكر في موسم هذا الحج إخواننا في سوريا والقتل الذي يتعرضون له من قبل النظام السوري الظالم.