وثقت مكالمات اللحظات الأخيرة صورة الصراع مع سيل تمايا. فالأم تشاهد طفلها وزوجها يسقطان ويجرفهما السيل، وتتصل بأختها صارخة قبل الموت بدقائق «أنقذونا»، ولكن فم الموت كان الأسرع في ابتلاعها.. حكايات يرويها الأقارب تدمى القلوب وتوجعها. سعاد بنت حضاض زوجة عبدالله فرج الزبالي اتصلت بأختها قبل خمس دقائق من جرف سيل تمايا لهم، وقالت لأختها السيول تحاصرنا من كل جانب، والمياه دخلت علينا بالسيارة، ووصلت إلى مناكبنا، ولا نستطيع الخروج. وابني أحمد أخذه أبوه وجرفه السيل وأسقطه.. عبدالله قام وأحمد راح شاله السيل.. إحنا نرى الموت.. الحقونا.. السيل يحرّك السيارة، وبعدها انقطع الاتصال. صراع مع السيل عبدالله فرج كان قادمًا مع عائلته من جدة، وفي طريقه إلى حجر، ودخل في السيل بعد الساعة العاشرة؛ لأن بداية السيل كانت يمكن اجتيازها، إلاّ أنه بعد التقدم لمسافة 70 مترًا تغيّر الحال، وتضاعفت الكمية ثلاث مرات، عندها توقفت سيارة عبدالله إلى اليمين من الطريق، ولا يفصل بينها وبين عقم مرتفعة بالمزرعة سوى أقل من 10 أمتار. وعلى الفور نزل بأحمد من أجل إنقاذه ففقده، ويقول بن طفيل عبدالله قالي أنا بدخل وأناولك الأولاد، ولكنه توجه نحو السيارة فجرفه السيل وتحركت سيارته وفيها زوجته سعاد وطفلاه بزيع ورغد، فلم أره بعد تلك اللحظات لأني قد لحقت به وقلبني السيل من شدته، وذكر عبيدالله بن بطي احد المنقذين في تلك اللحظات أن رجل كان قد طلب من عبدالله الطفل أحمد لينقذه إلّا أنه من حرصه على حياة طفله رفض، وأضاف عبيدالله أن المسافة بينه وبين عائلة عبدالله فرج حوالى 5 أمتار لكن بيننا وبينه منخفض وأمواج السيل كالجبال. تحت الحصار حضاض بن فريج الزبالي قال «للمدينة» إن عبدالله وعائلته ظلوا محاصرين حتى الحادية عشرة، و45 دقيقة حسب آخر اتصال بينهم عدا أحمد جرفه السيل العاشرة و45 دقيقة، وقال عبدالله اتصل بي 11 ونصف وقال أنا ماعاد أشوف غماني السيل وأحمد شاله السيل وأكد حضاض أنهم كانوا أحياء من 10 إلى 11و45 دقيقة ولكن ما أحد أنقذهم، وبعد ذلك جرفتهم السيول ومشت السيارة بهم. وأضاف حضاض عبدالله كان يقول لي نحن في السيول وما أحد أسعفنا والشباب يطلبون حبالاً ما أحد أعطاهم، وصاح أعطوني حبالاً بأنقذ اثنين، ولكن ما أحد انجده، وبقوا في السيل حتى شالهم ونحن لا نعترض على قضاء الله وقدره ولكن نطالب بتوفير وسائل السلامة. وأكمل إن الشباب كانوا أكثر من 50 بدون كشافات يقودون بعضهم بالعمائم والحبال مع الدفاع المدني. وألمح حضاض إلى جزئية أخرى قائلاً: رجال الدفاع المدني يقولون مهمتهم توقيف الناس فقط، وعند العاشرة جاءوا والتقطوا الصور، وأعدوا التقارير والواقع غير ذلك تمامًا والمكالمات مع الضحايا مسجلة، وتكشف حقيقة الإهمال والتراخي في الإنقاذ يذكر أن عائلة عبدالله فرج ذهبت بالكامل في سيل تمايا وهم عبدالله فرج الزبالي 31 سنة موظف بمندوبية حجر وزوجته سعاد بنت حضاض الزبالي 31 سنة وبزيع ثماني سنوات ورغد 13 سنة، وجرفتهم سيول تمايا حتى مسافة تقارب 3 كلم، والجثث في مسافات مختلفة قبل وبعد وحول السيارة.