قراءة - أنور السقاف - بعثة المدينة - عرفات عندما قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية في مؤتمره الصحفي أمس الأول في منى: «إن بعض المواطنين لم يتفهّموا بعدُ أبعاد الحج وحوّلوه إلى مناسبة للكسب المادي»، أعتقد أنه لامس كبد الحقيقة فيما يتعلق بدور المواطن في الحج. وفي البداية ينبغي القول أنه لا مشاحة على الإطلاق من الكسب في الحج ولكن الامر ينبغي أن يكون في إطار النظم المعمول بها وليس على النقيض منها. وللأسف الشديد، لم يعد مستغربًا أنه على الرغم من الدور التنظيمي الجبار والخطط التي تضعها الجهات الحكومية لتنظيم أوضاع الحجاج ومنع دخول المتسللين للمشاعر إلا ان بعض المواطنين يساهمون بصورة أو بأخرى في تهريب الحجاج وادخالهم بطرق غير نظامية من أجل مبلغ مالي محدود وذلك دون النظر الى المصلحة العليا للوطن واظهار الحج بالصورة المثلى التي ترضي كل التطلعات. لقد كان من المنتظر ان يكون دور المواطن أكثر فعالية في الالتزام بالانظمة بعدم التهريب ومحاولة الدخول بحافلات قديمة للعمل في نقل المفترشين في المشاعر دون الاكتراث بما يسببه ذلك من تأثيرات سلبية على الحركة المرورية في المشاعر. وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها حملة (لا حج بدون تصريح) التي أطلقها الامير خالد الفيصل إلا أن أعداد المفترشين وصلت الى اكثر من نصف مليون مفترش ساهم في تنقلاتهم ودخولهم بصورة أو بأخرى المواطنون بما قدموه من تسهيلات لهم!!. وهنا ينبغي أن يكون الجهد جماعياً وليس فردياً لتحقيق الاهداف المنشودة بداية من مؤسسات القطاع الخاص والحكومية التي ينبغي ان تعمل على توعية موظفيها بالالتزام بضوابط الحج التي تقضي بأن الحج مرّة كل 5 سنوات والتأكيد عليهم بعدم الافتراش والتضييق على الحجاج النظاميين القادمين من الخارج والذين تكبدوا الكثير من أجل تحقيق حلم العمر لهم. كما ينبغي ان يكون للمساجد دور أكبر في توعية المواطنين في أحيائهم بضرورة الالتزام بأنظمة الحج وعدم تحويله الى وسيلة فقط من أجل الكسب المالي بالاضافة الى عدم تهريب الحجاج الى المشاعر ..لقد كان الامير خالد الفيصل محقاً عندما قال بضرورة ان يستشعر المواطن والمسؤول بشرف العمل الذي يقوم به في خدمة ضيوف الرحمن مقارنة بجميع المسؤولين والمواطنين في دول العالم الأخرى. إن وصول اعداد المفترشين الى اكثر من 700 ألف حاج خلال العام الماضي يدعونا الى ضرورة إعلاء قيمة الايثار والاخلاص في خدمة ضيوف الرحمن على كل المستويات ولكن على ثقة بأن الرزق مكتوب في اللوح المحفوظ قبل بدء الخليقة.