أطلت على الدنيا صباح يوم مشرق .. منذ أيام بلغت من العمر عاماً .. أصبحت نوراً بالبيت مضيئاً .. منذ الصباح الباكر تهرول لمخدعي بالدار تنادي بابا بابا .. تضيف أحياناً كلمة حبيبي إلى بابا . ليس أجمل من هاتين الكلمتين تطرق مسامعي صبح يوم جميل .. هي ابنة الربيبة ( شروق ) سبقها من اولادي ثلاثة عشر .. ذهب منهم إلى رحاب الله ستة .. ارجو الله أن يحفظ من تبقى .. صغرى اولادي جواهر لا تغار منها أبداً .. و كل اولادي و احفادي يركضون حولها ركضاً .. ما أجمل براءة الطفولة و ما أروع بيتاً يستمتع أهلوه بصغارٍ يطوفون به .. لماذا اكتب عن غالية ؟ رأيت ملامحها تشبه البريئة الطفلة التى ذهبت ضحية خادمة ممن يعملن بالدور و سبق لمثلها من أقدم على مثل ما أقدمت عليه أو أشنع مما أقدمت عليه هذه الخادمة .... المؤسس العظيم حينما أكرمه الله بخدمة هذه الديار طبق أولاً شريعة الله .. ثم سعى للوحدة فتمت الوحدة ..ثم عمَّر المسجد الحرام بأم القرى و مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم و أسدى للمسلمين بتوفيق من الله الأمن و الأمان و كان ذلك بعونه تعالى .. و على الدرب سار أبناؤه .. فحقق الله أمناً و أماناً للمواطنين و قضى على فزع روَّع المقيمين و القادمين .. بقي أن تُحصَّن بلدٌ عاش أهلوه بهذه الديار من شر عمالة في زمن من العسير أن يعيش سكانه دون عمالة .. بالكشف عليهم بديارهم قبل وصولهم لهذه الديار .. ووفق ما يراه ولاةُ الامر و حكام هذه الديار .. حمى الله ديارنا و أهل هذه الديار من شر العابثين لتطمئن قلوب النساء و الامهات في البيوت ، وتستقر نفوس الآباء خارج البيوت لم نعد في منزل أو بيت به نعيش تتأهب فيه المرأه لكل ما يحتاج إليه البيت أو يرضى رب البيت و صاحبة البيت .. أصبحتُ بعد فاجعة ينبع أخاف على غالية أو من هي أكبر سناً من غالية .. فإلى المسؤولين من حكومتي و هم أهلي و عشيرتي و ما يؤلم مواطناً من مواطنيهم يؤلمهم.. خادم الحرمين يردد ذلك دوماً في مجالسه و أفراد الاسرة يفرحون مع أفراد الشعب و يشاركونهم فيما يُحزن و يُكرب .. أوجه هذا النداء لهم حرصاً على حياة طفل بريء أو امرأة أو حتى رجل وفق ما يرون .. فلقد ولىَّ زمن كانت الاسر لا تحتاج فيه إلى خادمة تعمل أو طباخ يعد الطعام .. و أستعير من أبي مروان ما يختم به مقالاته و حسبنا الله و نعم الوكيل و ما اعظم كلام الله يختتم به الكلام .