أنهت وزارة الحج استعداداتها لانطلاق أعمال ندوة الحج الكبرى لهذا العام بمكة المكرمة السبت القادم، واستقطبت الوزارة المفكرين والمثقفين البارزين من جميع أنحاء العالم الإسلامي ليبادروا بتقديم أطروحاتهم والمشاركة في أعمال الندوة. وجاء تدشين الموقع الإلكتروني www.hajconference.com على شبكة الإنترنت رغبةً من الوزارة في تحقيق أكبر مشاركة ممكنة لضيوف الرحمن بالإطلاع والتثقيف. وأوضح مدير عام الندوة الدكتور هشام عباس أن ندوة الحج الكبرى التي تستمر ثلاثة أيام سيكون عنوانها الرئيس «الحج عبادة وسلوك حضاري»، وما يندرج تحته من أهداف وعناوين ومحاور تأتي لتكامل الأدوار والجهود في توعية وتوجيه حجاج بيت الله الحرام مع جميع قطاعات وأجهزة الدولة المعنية لإنجاح حج هذا العام بإذن الله وفقًا لتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. وأشار إلى أن إدارة ندوة الحج الكبرى تحظى بدعم ورعاية مستمرة من قبل معالي وزير الحج الدكتور بندر حجار وما قدمه من العديد من المبادرات والتوجيهات التي من شأنها أن تسهم في إنجاح أعمال الندوة بشكل مميز وكبير إن شاء الله، لافتا إلى أن عنوان الندوة جاء استجابة لما ورد في توصيات الندوة السابقة بعد العديد من الاقتراحات والنقاشات واتفاق الجميع على ضرورة اختيار عنوان «الحج عبادة وسلوك حضاري» لما تمثله شعيرة الحج الدينية بالنسبة للمسلمين والحاجة الملحة لتوجيه سلوك المسلم الحاج أثناء أدائه لشعائره ولتبيان معاني الحج ومقاصده الروحية والأخلاقية والاجتماعية. وحول الأهداف التي تسعى لتحقيقها إدارة الندوة قال الدكتور هشام إن التأكيد على العلاقة الوثيقة في الإسلام بين العبادة والأخلاق من أوائل أهداف الندوة ثم يأتي إبراز أثر العبادة في السلوك الفردي والجماعي للإنسان المسلم فضلًا على التأكيد على الربط بين شعائر الحج التفصيلية ومقاصده الفكرية والروحية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك التأكيد على أن العبادة والحضارة متوافقتان وغير متنافرتين، وتهدف أيضًا إلى إرساء وترسيخ مبدأ احترام الأنظمة واللوائح والمواعيد والتعليمات المنظمة للحج كسلوك إسلامي حضاري متميز، وتعميق مبدأ شعيرة الطهارة والنظافة في الإسلام والمحافظة على بيئة الحج من الفساد والتخريب والتشويه وإبراز جهود حكومة المملكة في رعاية الحجيج وخدمتهم وتنمية السلوك الحضاري في الحج كمجمل لأهداف الندوة. وأضاف أن الندوة ستركز على تفعيل وبلورة تلك الأهداف وفق محاور ومحددات عديدة تعمل على تمكين مفهوم العبادة ومقاصدها في الإسلام وذكر أنواع العبادة والأخلاق وأثرها على السلوك الفردي والجماعي كمحور أول، ويأتي المحور الثاني للتركيز على الحضارة والدين والعبادة ومفهوم الحضارة والمدنية والثقافة وعلاقتها بالحضارة والعبادة والسلوك الحضاري، أما المحور الثالث فيتطرق إلى مناسك الحج وشعائره ومقاصد الحج الروحية والمادية والاقتصادية ثم تناول الأحكام التشريعية في مناسك الحج وأثر ذلك على سلوك الحاج. أما المحور الرابع فيناقش مظاهر السلوك الحضاري في الحج واحترام الأنظمة واللوائح والمواعيد ومراعاة حقوق الآخرين لا سيما الضعفاء وذوي الاحتياجات والظروف الخاصة، كما يحتوي المحور الأخير على جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- في رعاية الحجيج.