قال الفريق سعد بن عبدالله التويجري مدير عام الدفاع المدني إن المخاطر الافتراضية التي رصدتها خطة تدابير الدفاع المدني والبالغة 12 خطرًا تستهدف تحقيق الأمن والسلامة لضيوف الرحمن، مشيرًا الى أن تلك الخطة يشارك فيها 25700 عنصر يدعمهم 6900 آلية ومعدة و19 طائرة عمودية و450 وحدة اطفاء واسعاف وانقاذ. وكشف في حوار ل»المدينة» عن انخفاض الحوادث في موسم الحج الماضي بنسبة 35 % عن العام الذي سبقه، مؤكدًا أن إدارته منحت تصاريح ل 8200 مسكن للحجاج فيما تم رفض 230 طلبًا في مكةوالمدينة. وأكد ان المشروعات الجديدة حول المنطقة المركزية في مكةالمكرمة أدت الى انتقال الكثافة السكانية إلى العزيزية بنسبة 36 % ثم المسفلة 19.5 % والرصيفة 13 % والعتيبية 10.2 %. وأشار التويجري إلى أن مخالفات قرار حظر الغاز المسال في المشاعر المقدسة تراجعت بشكل واضح في ظل تنامي الوعي بين حملات الحج، مؤكدًا أن 10 شركات حج فقط هي التي وقعت في دائرة المخالفات العام الماضي وتم سحب اسطوانات الغاز منها لكونها المخالفة الاولى لتلك الشركات. واوضح ان العقوبات المقررة لمخالفة حظر استخدام الغاز المسال تصل الى الغرامة 30 ألف ريال والسجن في حال الإصرار على المخالفة أو تكرارها أو تعمدها، مشيرًا الى أن تلك العقوبات كافية لتحقيق الهدف خاصة أن العقوبات ليست هدفا أو مبتغى. وقال مدير عام الدفاع المدني: إن المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة لخدمة حجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة تستغرق بعض الوقت مثل مشروع توسعة المسجد الحرام، مشيرا الى ان العمل في هذه المشروعات يتوقف خلال موسم الحج، لتخفيف الزحام والضغط في المنطقة المركزية قدر الإمكان وقد تم تنفيذ خطة لتغطية جميع مواقع هذه المشروعات بخدمات الدفاع المدني وتنظيم حركة المشاه بالقرب منها بالتعاون مع إدارة المرور وأمانة العاصمة، كما تم نشر عدد كبير من فرق الإنقاذ والإطفاء والإسعاف والتدخل السريع في محيط هذه المشروعات تحسبًا لأي طارئ. وفيما يلي نص الحوار.. * ما هي أبرز ملامح خطة تدابير الدفاع المدني لموسم الحج ؟ ** تهدف الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني في حج هذا العام والتي شرفنا باعتماد صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا إلى اتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن بالعاصمة المقدسة والمدينةالمنورة والمشاعر، وتحقيق أعلى درجات الاستجابة والفاعلية في التعامل مع المخاطر المحتملة، وذلك من خلال التنسيق مع كافة الجهات الحكومية الأعضاء بمجلس الدفاع المدني. وتتضمن الخطة 12 افتراضًا للمخاطر المحتملة في الحج التي تم استشرافها من خلال أعمال الرصد وتحليل المخاطر ودراسات وافية الأداء خلال موسم حج العام الماضي وما بعده. ومن هذه المخاطر الأمطار والسيول والهزات الأرضية والتلوث البيئي والحرائق وتسرب المواد الكيميائية وانهيارات المباني والحوادث الناجمة عن الزحام وحوادث الأنفاق وكل ما من شأنه أن يهدد سلامة الحجيج. كما تستوعب الخطة كافة المستجدات والمتغيرات المرتبطة بالمشروعات الكبرى في العاصمة والمشاعر مثل الأنفاق الجديدة والتوسعة الكبرى للمسجد الحرام ومشروع قطار المشاعر والذي يعد من المشروعات الحديثة والتي تتطلب إجراءات خاصة لسلامة الحجاج مستخدمي القطار وتولي الخطة عناية فائقة بالمحور الوقائي ضد كافة الأخطار المحتملة في مساكن الحجاج ومخيماتهم بالمشاعر وفي جميع مشاعر الحج من خلال تنفيذ عدد كبير من البرامج التوعوية والإرشادية ومتابعة اشتراطات السلامة في جميع أماكن تواجد الحجاج. وتشمل الخطة والتي يشارك في تنفيذها أكثر من 25700 من رجال الدفاع المدني، يدعمهم 6900 آلية ومعدة و19 طائرة عمودية تغطية جميع مناطق تواجد الحجاج بخدمات الدفاع المدني على مدار الساعة من خلال الانتشار الواسع لما يزيد على 450 وحدة ميدانية للإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإخلاء الطبي في العاصمة المقدسة والمشاعر، وكافة الطرق المؤدية لمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. وتستفيد الخطة هذا العام من الآليات والمعدات الحديثة والتي حصل عليها الدفاع المدني مؤخرًا من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير آليات الدفاع المدني والتي تعد الأحدث من نوعها عالميًا. كما تستفيد الخطة في جميع محاورها من التطور الكبير في أنظمة الاتصالات والمعلومات في اختصار زمن تلقي البلاغات عن الحوادث، فضلًا عن اختصار زمن مباشرة الحوادث من خلال الانتشار الكبير والتمركز المدروس جيدًا في جميع أنحاء العاصمة المقدسة والمشاعر. المعطيات الميدانية * بعد كل موسم حج تضعون نتائج الخطط والمعطيات الميدانية وفق برامج حاسوبية ما هي أبرز الملاحظات والسلبيات التي رصدتموها على موسم حج العام الماضي ؟ ** من أهم عناصر خططنا عنصر التقييم الذي يقوم عليه عدد من الجهات لدينا مثل الإدارة العامة للحج والمواسم والإدارة العامة للمتابعة وإدارة الجودة والنوعية وإدارة تحليل المخاطر وما يرصده ويلاحظه القادة الميدانيون والمنتدبون في الميدان ومن خلالها نخلص إلى أهم المعوقات أو الملاحظات أو السلوكيات التي قد تؤثر سلبا على مستوى أداء خطتنا ومن ثم نعقد اجتماعات ولقاءات مع الجهات المعنية لبحث تلك المعوقات والملاحظات ونقيم لها ورش العمل ولعل أبرز ما رصدناه العام الماضي هو التحايل على منع استخدام الغاز المسال وأيضا الطبخ العشوائي وقيام بعض المطوفين بإحداث إضافات في الممرات والتي تخل بمتطلبات السلامة واستخدام أنفاق المركبات وإشغال طرق الطوارئ وعدم التزام بعض المطوفين بالطاقة الاستيعابية للمباني. والحقيقة أننا نلحظ انخفاضًا في نسب الحوادث عاما بعد عام فالعام 1433 ه انخفضت الحوادث عن عام 1432 ه بواقع 35 % والحقيقة أننا نجد تجاوبًا من كافة الجهات التي اجتمعنا أو تحاورنا معهم ونعمل هذا العام بإذن الله على تحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة لضيوف الرحمن. دوريات السلامة * ذكرتم بعد انتهاء موسم الحج العام الماضي أن فرق الإشراف الوقائي ودوريات السلامة قامت بما يزيد على 288 جولة تفتيشية وتفقدية لمساكن ومخيمات الحجاج والمرافق ألا تعتقدون أن الرقم ضئيل في حدث مثل ذلك ؟ ** تفقد منشأة اسكان الحجاج يمر بعدة مراحل تبدأ عن طريق لجنة الإسكان والتي يشارك بها عضو من الدفاع المدني وهذه تمارس مهامها على مدار العام، وهناك اشتراطات السلامة التي يتم فحصها قبل منح المنشآت تصريح اسكان الحجاج وذلك قبل موسم الحج بوقت طويل وقد قمنا هذا العام بالتصريح لأكثر من 8200 مسكن وتم رفض 230 طلبًا من العاصمة المقدسة والمدينةالمنورة. وبسبب المشروعات التي حول المنطقة المركزية لاحظنا انتقال الكثافة السكانية للحجيج إلى مناطق مثل العزيزية بواقع 35.9% تليها المسفلة بواقع 19.5% ثم الرصيفة بواقع 13.1% ثم العتيبية بواقع 10.2%. والجولات التفتيشية التي تقوم بها فرق الإشراف الوقائي ودوريات السلامة خلال موسم الحج هي جولات مبرمجة وفق جدول زمني محدد يهدف للوصول إلى كافة المواقع والأماكن التي يتواجد بها ضيوف الرحمن بهدف التصدي لأي مخالفات قد تستحدث بعد ذلك مثل تعطل أنظمة الرش الآلي والإنذار في منشآت إسكان الحجيج أو عدم وجود مشرفي سلامة مدربين للتعامل مع الطوارئ أو إشغال مخارج الطوارئ. الغاز المسال * بالرغم من قرار حظر الغاز المسال في المشاعر المقدسة سنويًا، إلا أنه ضبط في حج العام الماضي أكثر من 308 حالات مخالفة لقرار الحظر، كيف تفسرون نسبة هذا العدد ؟ ** مخالفات قرار حظر استخدام الغاز المسال في المشاعر في تراجع مستمر من عام لآخر في ظل تنامي الوعي بين القائمين على حملات الحج بمخاطر ذلك الأمر، وحرصهم على تجنب العقوبات المقررة نظامًا، إلا أن هناك مخالفات تقع من البعض لعدم معرفتهم بالقرار وهذا يحدث كثيرًا من الذين يشاركون أو يحجون للمرة الأولى. كما نجد مواقد غاز صغيرة مع الحجاج أنفسهم لأنهم لا يعرفون بوجود مطابخ مجهزة في المشاعر وكثير منهم عندما يعرف يأسف على حمله موقد الغاز وما تكبده من عناء جراء ذلك ويتعامل بوعي ومسؤولية مع قرار مصادرة الموقد واسطوانات الغاز لذلك نركز كثيرا على الجانب التوعوي من خلال بعثات الحج وكافة وسائل الاعلام والاتصال الحديث. * هل هناك مؤسسات وشركات خالفت قرار حظر الغاز المسال ؟ ** هناك عدد محدود من الشركات التي خالفت القرار الخاص بحظر استخدام الغاز المسال في المشاعر المقدسة العام الماضي لا يتجاوز 10 شركات خلال حج العام الماضي، وتم مصادرة اسطوانات الغاز وتطبيق الإجراءات النظامية بحق الشركات المخالفة لأنها كانت المخالفة الأولى وكانت ناجمة عن عدم معرفة بعض العاملين بهذه الشركات بالقرار وأنه يشمل جميع مواقد الغاز بما في ذلك المواقد الصغيرة والتي يسهل حملها داخل الأمتعة الشخصية أو للاستخدام الشخصي. إلا أننا نلمس استجابة كبيرة من الشركات لقرار حظر الغاز في المشاعر عقوبة المخالفة * ألا يمكن زيادة العقوبات للمخالفين لقرار الحظر؟ ** العقوبة ليست هدفًا أو مبتغى لذاتها إضافة إلى طبيعة موسم الحج ومهام الدفاع المدني فيه تركز كثيرًا على الإجراءات الوقائية. فما يهمنا من خلال موسم الحج هو منع دخول اسطوانات ومواقد الغاز المسال إلى المشاعر وهذا يتحقق بمصادرة ما يتم ضبطه سواء على مداخل المشاعر من قبل زملائنا في الأمن العام أو من خلال فرق التفتيش الوقائي، والعقوبات المقررة في هذا الشأن تتدرج ما بين الغرامات المالية التي قد تصل إلى 30 ألف ريال وتصل إلى السجن في حال الإصرار على المخالفة أو تكرارها أو تعمدها. وهي كافية لتحقيق الهدف وتبقى مهمتنا هي منع وصول الغاز للمشاعر المقدسة بكل الوسائل الممكنة. * ما هي أبرز المخاطر التي تشكل هاجسًا لكم في الحج ؟ ** سلامة ضيوف الرحمن هدف استراتيجي لحكومة خادم الشريفين وهي الغاية التي نعمل جاهدين لتحقيقها. لذا فكل المخاطر الافتراضية التي رصدتها خطة تدابير الدفاع المدني والتي تبلغ 12 خطرًا تشكل هاجسًا لنا دون أدنى تهوين لبعض الأخطار التي قد تبدو غير مهمة فلا مجال للتهاون مع أي خطر ولو كانت احتمالات وقوعه ضعيفة. تقنية المعلومات * أين وصلتم في مشروع تقنية المعلومات المتعلق بربط المنطقة المركزية في مكة الكترونيًا؟ ** مشروع ربط المشروعات الحيوية بالمنطقة المركزية آليًا بعمليات الدفاع المدني يسير بخطى جيدة حيث تم إتمام ربط ما يقرب من 50 منشأة حكومية وفندقًا في المرحلة التجريبية الأولى من المشروع منها مشروع وقف الملك عبدالعزيز وعدد من الجهات الحكومية والفنادق الكبرى بحيث أصبح بالإمكان استشعار أي خطر في هذه المنشآت والمباني آليًا فور حدوثه ودون الحاجة إلى الاتصال بالدفاع المدني للإبلاغ عنه. وبعد نجاح المشروع في هذه المرحلة التجريبية سوف يتم ربط كافة المنشآت تباعًا بمشيئة الله تعالى من خلال نظام الاستشعار. * يلاحظ استمرار العمل في بعض مشروعات المنطقة المركزية في ظل حركة المشاة من الحجاج, ألا يشكل هذا خطورة عليهم ؟ ** المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة رعاها الله لخدمة حجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة تستغرق بعض الوقت مثل مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسجد الحرام والجاري العمل بها والعمل في هذه المشروعات يتوقف خلال موسم الحج، لتخفيف الزحام والضغط في المنطقة المركزية قدر الإمكان وقد تم تنفيذ خطة لتغطية جميع مواقع هذه المشروعات بخدمات الدفاع المدني وتنظيم حركة المشاة بالقرب منها بالتعاون مع إدارة المرور وأمانة العاصمة، كما تم نشر عدد كبير من فرق الإنقاذ والإطفاء والإسعاف والتدخل السريع في محيط هذه المشروعات تحسبًا لأي طارئ.