الطاقة الشمسية تتراجع بعد الغروب وحتى إشراقة شمس اليوم التالي، وطاقة الرياح تتراجع في فترات الهدوء النسبي. ولذا تظل الطاقة المستخرجة من هذين المصدرين محدودة بالرغم من تكاليفها العالية. السؤال: هل من بدائل أخرى عملية ونظيفة ودائمة واقتصادية؟! على ذمة «سي إن إن».. الجواب نعم! على الأقل في مرحلة التجريب العملي على نطاق كبير!! أما المصدر فهو الهواء الساخن، والأمل أن يكون مصدرا مجانيا دائما للطاقة مستقبلًا. أما رؤية المشروع وجدواه فتعود إلى رجل الأعمال الاسترالي روجر دافي الذي سيستثمر 750 مليون دولار لبناء برج فريد من نوعه بارتفاع 2600 قدم (أي قرابة 800 متر) في صحراء أريزونا الأمريكية الشديدة الحرارة. وأما الفكرة فمبنية على الاستفادة من الهواء الساخن (90 درجة مئوية) الذي تولده الخلايا الشمسية الذي سيُحبس ويُستخدم لتشغيل 32 محركا توربينيا ضخما بما يكفي لتوليد 200 ميجاوات من الكهرباء يوميًا قادرة على مد 100 ألف منزل بالطاقة المتجددة النظيفة. صحيح أن المشروع ما زال في مرحلة التصميم والتطوير، لكن نجاحه إن حدث سيعني انقلابًا هائلًا في توفير مصادر دائمة وشبه مجانية للطاقة، مما يعني الاستغناء عن كميات كبيرة من النفط على المدى البعيد بسبب ارتفاع سعره وسلبية أثره على البيئة والإنسان. ويبدو لي أن على الدول العربية المنتجة للنفط الحذر من هذه الفكرة وأخذ الاحتياطات اللازمة كي لا يبور نفطها، أو يعود إلى سابق سعره المشؤوم في أوائل الثمانينات عندما لم يستطع حتى كسر حاجز الدولارات العشرة، لا أعادها الله من أيام. العالم يتحرك والتجارب تجري، والمحاولات لا تتوقف والدروس كثيرة والمخاطر أكثر. لذا يظل الاعتماد على النفط الخام مصدرًا رئيسًا للدخل مشوبًا بالمحاذير المقلقة، وقد سُطرت في هذه المخاوف مقالات، وكتبت تقارير، وأعدت خطط واستراتيجيات. ومع ذلك فحقائق الميدان تؤكد أن عجلة التغيير بطيئة، وأن الإنفاق لم يزل بعيدًا عن تحقيق النقلة الكبرى في التعليم والتأهيل والتدريب ونقل التقنيات. [email protected] [email protected]