نظم النادي الأدبي الثقافي بجدة مساء أمس الأربعاء ليلة تكريمية للأديب الراحل محمد صلاح الدين الدندراوي، شارك فيها الدكتور حسين قاضي، والكاتب الصحفي عبدالله خياط، والدكتور هاشم عبده هاشم، فيما أدار الأمسية الزميل فهد الشريف مدير التحرير بجريدة المدينة.. استهل الأمسية الدكتور سهيل قاضي بحديث عن جوانب مضيئة من حياة الراحل محمد صلاح الدين، تناول فيها جانبين من حياته؛ الجانب الإسلامي، مستشهدًًا في هذا الجانب ببعض القضايا التي كانت تشغل بال محمد صلاح الدين ومنها اهتمامه الكبير بالأقليات الإسلامية، وتسليط الضوء على أهم العوائق التي كانت تتعرض لها، أما الجانب الثاني فيتمثل في دفاعه القوي عن هيئة الإغاثة الإسلامية ووقفوه بشدة في وجه من يشككون في نزاهتها، مبينًا أنه تحدث عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويجد نفسه متفقًا مع الراحل في رسالة الهيئة ويختلف في الأسلوب، مشيرًا كذلك إلى أن الراحل تكلم عن القضية الفلسطينية والقدس والانحياز الأمريكي المطلق لإسرائيل، بجانب اهتمامه بالمسؤولية الاجتماعية حيث رسخ مفهوم العمل التطوعي، وكما رسخ أيضًا دور المؤسسات الثقافية داخل المملكة وخارجها. واختتم قاضي حديثه بتقديم لمحات عن الجانب الإنساني في حياة الراحل من حيث أنه دائم الابتسامة، قليل الكلام، مبادر للخيرات، يكتب ملاحظاته اليومية ويتابعها، وهو وفي للقريب والبعيد والشفاعة الحسنة. أما الكاتب عبدالله خياط فقال: ما كنت أحسب حسابًا لأحد في الصحافة سوى لمحمد صلاح الدين كمنافس، ساردًا على الحاضرين من ثمّ مسيرة الراحل الصحافية والإعلامية، مختتمًا بقوله: لقد كان الراحل كبيرًا في خلقه وتعامله الإنساني النادر وصبره على كثير ممن آذوه، وله نظراته الذهنية التي يتعب من جاء بعده. آخر المتحدثين الدكتور هاشم عبده هاشم قال: عرفت الراحل محمد صلاح الدين عندما التحقت بجريدة المدينة في البداية، قبل ما يزيد من أربعين عاما، وحقيقة كان في جريدة المدينة عمل احترافي مع محمد علي حافظ رغم وجود صحافة الخبر والصورة والرأي، وكانت لأحمد السباعي صحيفته الخاصة، وحسن قزاز أعطى بعدًا خبريًا، وقد بدأ محمد صلاح الدين العمل الصحفي الممنهج في جريدة المدينة، ليجعل منها مدرسة صحفية، وكان أبرز ما قام به استقطابه للشباب في ذلك الوقت، وكصحفي محترف هو الذي علمنا معنى الصحافة، وماذا يعني الهم الاجتماعي، وما ينبغي على الصحيفة أن تقدمه في شكلها الإخباري، أو التحقيقات أو المقال، علمنا كل شيء وكيف نجتهد وكيف نكتب المقال الصحفي. ويضيف هاشم: لم يكن صلاح الدين خريج معهد أو كلية إعلامية، بل كان مثقفًا حقًّا، وصاحب فكر ثقافي وسياسي أعطاه القدرة على تقديم عمل محترف، فعلمنا كيف نبني المصادر ونحافظ عليها، وكيف نحترم العام فيما نكتب. ماضيًا إلى القول: لقد فتح محمد صلاح الدين أذهاننا على الجانب السياسي، حيث كانت «المدينة» تعطي إجابة ضمنية، وعلمنا كيف نتقبل الرأي والرأي الآخر ولا نرفضه، وكيف نشكل الرأي الخاص، وكيف نشكل الرأي الخاص بشكل نسبي، وهو أول من أسس الثقافة الإعلانية، وهو أول من أسس معايير العملية الصحفية المنهجية، وهو أول من أسس حركة النشر العلمي، وجمع الراحل بين الصحفي القدير والخبير الإعلاني والناشر المتميز. مختتمًا بقوله: يجب أن نعيد كتابة تاريخ الصحافة السعودية، وأن نصنف رموزنا خير تصنيف، وفي اعتقادي أن محمد صلاح الدين من الجيل الرابع في الصحافة السعودية، وهو أول من أسس مكاتب داخلية وخارجية. وقد شهدت الأمسية العديد من المداخلات استهلها الدبلوماسي المتقاعد الدكتور علي الغامدي حيث أشار إلى أن الراحل تميز بنشاطه الإسلامي في عدد من الدول الإسلامية، فيما أوضح محمد الفال أن الراحل عاش مرحلة النضوج واستثمار العلاقات، مؤكدًا أنه تعلم منه أشياء كثيرة فيه الكبرياء والأنفة والعزة، التواضع للصغير ووسع نظرته لهذا الكون، فيما أشار الناقد حسين بافقيه إلى أن الراحل أرشده إلى بعض القيم التي سعى للحافظ عليها إلى الآن، وهي قيمة حب العمل والإخلاص، مبينًا أن الراحل بالرغم من أنه يعد من الكتاب الإسلاميين إلا أنه يأخذ منهج الوسط، فقد طبع في دار نشره الديوان الأول والثاني للشاعر محمد الثبيتي، وهو من أكثر المثقفين انفتاحًا لا يتعصب لفكرته. ليختم الأمسية مديرها فهد الشريف بالإشارة إلى أن محمد صلاح الدين أحد رواد الصحافة الأدبية عندما كان يشرف عليها وقدم كثيرًا من الأدباء، مبديًا استغرابه من عدم وجود مداخلات من الجانب النسائي.