تصوير - محمد الأهدل أكد المشاركون في ندوة "عطاء ووفاء" والتي أقيمت البارحة في أدبي جدة أن الكاتب والإعلامي الراحل محمد صلاح الدين الدندراوي رجل جمع بين المهنية والإنسانية والأخلاق والسياسة. واستحضر المشاركون وهم كل من الكاتب عبدالله خياط، الدكتور سهيل قاضي، ورئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم حياة الراحل في مجال الصحافة والكتابة إذ امتاز بجملة من الصفات خصوصا صمته وتعليمه لحرفية الصحافة. وتطرقوا في الندوة التي أدارها مدير تحرير صحيفة المدينة فهد الشريف إلى حرفيته ومهنيته وما امتاز به من صدق الكلمة وسلاسة الفكر كما وصف بأنه عملاق الصحافة وبمدرسة رؤساء التحرير وبالرجل الذي يعرف كل شيء ولا يتحدث في أي شيء. من جانبه أشار الدكتور سهيل قاضي إلى القضايا التي اهتم الراحل بها ودافع عنها كهيئة الإغاثة الإسلامية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما نافح عن القضايا الفلسطينية والقدس. وتطرق عبر كلمته إلى اهتمام الراحل بالمسؤولية الاجتماعية وحرصه على ترسيخ هذا المفهوم إذ كان يدعو القطاعات المختلفة دائما إلى المبادرة في دعم هذا الجانب. ورسخ الراحل رحمه الله دور المؤسسات الثقافية التي تحافظ على هوية الأمة. وبين أنه كان مداوما على الكتابة لصالح منظمة التعاون الإسلامي إضافة إلى مجمع الفقه الإسلامي، كما له أصدقاء مسلمون من مختلف دول العالم وكانت على علاقته بالعلماء قوية. إلى ذلك سلط رئيس تحرير صحيفة عكاظ الدكتور هاشم عبده هاشم الضوء على حياة الراحل المهنية وتجربته معه في ذات الشأن وما تمتع الراحل به من قيم. وبين أنه استقى علوم الصحافة وخبرته من حياة الراحل قائلا: تعلمنا منه ماذا تعني كلمة الصحافة وماذا يعني القارئ والهم الاجتماعي وماذا ينبغي للصحيفة أن تقدم اليوم التالي للقارئ. وذكر أن الراحل أسس شركتين إعلانيتين وأسس حركة النشر العلمي بمعناه الصحيح واصفا إياه بأنه صحافي من الطراز الأول وهو خبير إعلامي وناشر متميز، ونوه بأننا بحاجة إلى إعادة كتابة تاريخ الصحافة المحلية. ويواصل: فتح الراحل أذهاننا على جوانب كثيرة وكيف نتعامل مع المشكلات وكيف نقابل الرأي ونشكل رأينا. وذكر أنه أسهم في تكوين الثقة في نفوسنا كما وصفه بالرجل الذي يعلم دون أن يشعرك بذلك. ووصفه بالإداري المنظم والحازم رغم أدبه الجم ويشعر من يتعامل معه بأنه في مؤسسة غير متسلطة كما يدير عمله بحنكة كما يشعرك بأنك مسؤول وأمين على المسؤولية مع ممارسة العمل دون متابعة. وذك أنه كان يعمل ل 18 ساعة في اليوم نظير حبه لهذا المجال. ووصف حاله حين الكتابة قائلا: تشعر بأنه في حال إغماء وكأنه يقطر دما. وألقى المتحدث الرسمي كلمة بالنيابة عن الدكتور زين العابدين الركابي تحدث فيها عن إنسانية الرجل وفي تدينه وسلوكه وبره بوالدته وأشقائه. وحوت الندوة على مداخلات عدة كالدبلوماسي علي الغامدي، ونائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد مختار الفال إذ قال: أدركت صحبته متأخرا منذ 25 عاما ووصفه بالرجل الذي يعلم من غير أن يعلم. ووصفه بمواصفات عجيبة ويواصل هو الشامخ المتواضع المتواضع للصغير أكثر مما ينحني للكبير، ويواصل تعلمت منه أيضا أن العزة تنبع من القيم وأن الرزق بيد الخالق وأن الإنسان بأخلاقه ومبادئه. كما حوت المداخلات على كلمة لحسين بافقيه، وكلمة للدكتور يوسف العارف. وأكد المتحدث الرسمي للنادي الدكتور عبدالإله جدع أن الاحتفاء بمحمد صلاح الدندراوي البارحة في أدبي جدة يجيء إيمانا بأهمية عطائه ووفائه في مجال الصحافة والفكر والأدب. وقال الحضور الكثيف الذي شهد الملتقى دلالة ما يمتع الرجل به من سيرة ومهنية عالية. وبين أن إنشاء كتاب يحوي سيرة الراحل دعا فيه الحضور إلى تقديم ما لديهم خطوة إيجابية، إذ سيتولى المشاركون تقييم المواد المستحقة لاعتمادها في الكتاب. وكان من أبرز الحاضرين ابنتا الراحل المذيعة في قناة العربية سارة الدندراوي وهلا الدندراوي إذ طلب من ابنته سارة المداخلة ولكنها اعتذرت لتأثرها برحيل والدها.