رغم الحرص الرسمى فى مصر على الاحتفال بنصر اكتوبر 1973 التى يمر عليها اليوم 37 عاماً إلا أن الشارع المصرى مشغول عن ذكرى النصر بدستور مختلف عليه وأمن لم يستعد عافيته بعد ودعم مهدد بأن يرتفع واقتصاد منهك.وكان الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى قد وضع إكليلين من الزهور أمس الأول على قبرى الرئيس الراحل محمد انور السادات والجندى المجهول.. كما منح السادات والفريق سعد الدين الشاذلى أحد ابطال حرب اكتوبر ورئيس أركان القوات المسلحة الاسبق قلادة النيل , ورغم الانشغال الشعبى بأزماته الطارئة والمستجدة وأبرزها تدنى سقف طموحات المصريين بعد ان صنعوا ثورة 25 يناير أهم ثورة فى التاريخ المصرى إلا أن الدكتور نصر الدين منصور أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يرى انه على الأقل لا يزال قائماً فى استعادة روح اكتوبر مشيراً إلى أن ذلك يتطلب فى المقام الاول توحد الجبهة الداخلية .بدلا من التشرذم الذي نشاهده في قضايا مثل الدستور وغيرها من القضايا الخلافية ، وخاصة أن تماسك الجبهة الداخلية أهم مصادر قوة الدول في الفكر الاستراتيجي،وأن أية دولة لن تحقق نصراً فى أي مجال ما لم تملك جبهة داخلية موحدة ومتماسكة وتتمسك بهدف تسعى إلى تحقيقه. وقال د.نصر : إن المرحلة الراهنة أدخلت مصر في ظروف بالغة التعقيد،واستمرارها يمثل خطورة كبيرة على مستقبل مصر الوطن والمواطن ويدخلها في نفق الخلافات التي تقود إلى أزمات،وهو الأمر الذي تسعى قوى إقليمية ودولية دخول مصر فيه حتى لا تستعيد مكانتها وريادتها للمنطقة لان ذلك سيكون على حساب دور ومصالح قوى إقليمية ودولية. وأضاف: إن المشكلة الكبرى التي تواجه مصر حالياً تتمثل في أن الشعب أصبح مقسماً لقسمين وكلاهما على النقيض من الأخر تماماً،ولا يريد أي منهما أن يصل مع الآخر إلى نقطة اتفاق يمكن أن نبدأ منها تحقيق حلم التوحد والاتفاق ولو بشكل جزئي ومرحلي من أجل بناء مصر الحاضر والمستقبل،كما أن المعارضة من كلا الجانبين أصبحت ليست إلا معارضة من أجل المعارضة فقط وليس من أجل الصالح العام،حيث يحاول كل طرف أن يوهم الرأي العام بأنه الأقوى والأجدر لقيادة البلاد، ،وأضاف: إننا إذا لم نتوحّد ونتفق فسوف تغرق سفينة مصر بنا جميعاً وإلى الأبد . ويقول السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب: إن استعادة روح أكتوبر أصبح ضرورة فى الوقت الحالى الذى تمر به مصر ،مشيرا إلى أن مستقبل مصر الاقتصادي اصبح سيئا للغاية خاصة بعد الخسائر الفادحة التي حدثت سواء من ضرب للسياحة وإغلاق البورصة بعد انهيارها وإغلاق البنوك وهروب المستثمرين الأجانب،وظهور سلبيات عديدة مختلفة بدون أي سيطرة عليها،بالإضافة إلى عدم ظهور اي ناحية ايجابية حتى الآن،والفوضى أصبحت تملأ الأجواء خاصة بعد تضارب التصريحات الخاصة من مسؤولي الدولة والأحزاب جميعاً ، ويشير بيومي الى ان حركة الصادرات والواردات تأثرت بشكل واضح بعد الثورة فقد انخفضت الى أكثر من النصف. إن الاقتصاد وحركة الأموال ترتبط ارتباطا كليا وجزئيا بالاستقرار الأمني والسياسي فاذا كان الأمن الاقتصادي مستقراً فستكون تشريعات هذه الدولة مستقرة أيضا وثابتة» ولكن للاسف انتشرت مع ذكرى اكتوبر أعمال البلطجة والبيع العلني للمخدرات في الشوارع واقتحام أقسام الشرطة والمستشفيات والمرافق الحيوية وترويع المواطنين وارتكاب حوادث السرقة بالإكراه،وفوق هذا وذاك زادت حوادث سرقة السيارات بشكل ملحوظ. وقال اللواء سيف الدين اليزل الخبير الامنى: إن الانفلات الأمني يهدد الفترة الانتقالية في مصر،ويقول: إن ذكرى أكتوبر تمرّ ومصر في حالة يرثى لها من الفوضى الأمنية ،وأضاف: إن أزمة الانفلات الأمنى تؤرق الشعب المصري، كما أنها تعوق عجلة الإنتاج والتنمية والاستقرار في الوطن، فأساس الحياة في أي بلد هو الأمان والرخاء، وهما يتحققان من خلال سيادة القانون ،موضحاً أن جهاز الشرطة مازال عاجزًا لاستعادة دوره الفعلي الذي أنشئ من أجله، وضرب بذلك مثلا الاعتداء على أقسام الشرطة وتهريب المساجين بالقوة وانتشار حالة السرقات بشيء وشكل لم يحدث من قبل !!!،وأضاف : إن موجة الاعتصامات والإضرابات فى ذكرى اكتوبر التي تنتشر في البلاد بطريقة لم تحدث من قبل بالبلاد تئن تحت وطأة الإضرابات والاعتصامات والمطالب الفئوية، التي يستحيل الاستجابة لها دفعة واحدة، وفي وقت واحد إلا بعد دوران عجلة الإنتاج وزيادة الاستثمارات، وشيوع حالة من الاستقرار التي توفر بيئة ومناخًا مناسبين لزيادة معدلات الإنتاج والتنمية.