قال الإعلامي الأديب الدكتور عبدالله مناع إن مدينة جدة إن حكت لابد وأن تحكي عن تاريخها الموغل في القدم ليعرفه من لا يعرفه من الأجيال الشابة وليتذكره الشيوخ والمخضرمون من أمثالي، إذ تقول الموسوعة العربية الميسّرة «يرجع تاريخ جدة إلى ما قبل الإسلام» ويفصّل ذلك بعض الرحالة العرب ومنهم ابن جبير بقوله «جدة قرية على ساحل البحر الأحمر وبها آثار قديمة تدل على أنها مدينة قديمة وبخارج هذه البلدة مصانع قديمة تدل على قدم اختطاطها ويذكر أنها كانت من مدن فارس» وليثني على قوله المؤرخ جار الله بن فهد في كتاب «السلاح والعدة في تاريخ بندر جدة» بقوله إن بجدة آثارا ورسوما قديمة تدل على قدم اختطاطها وأنها كانت مدينة كبيرة وإنها كانت في زمن الفرس. وأضاف الدكتور مناع: وجدة إن حكت فهي لابد وأن تحكي عن تاريخها الإسلامي الوضّاء وتلك اللحظة القدرية الفارقة في حياتها لحظة التقاء تاريخ الزمان بجغرافية المكان عندما جاءها الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الثالثة من ولايته عام 26ه ليرى بحرها ومرساها بعد أن شكا له الشاكون من الصعوبات التي كانوا يلاقونها في إبحارهم من الشعيبة فاختار جدة لأن تكون مرفأ لمكة وكان ما يمكن أن يسمى بحفل تدشين اختيارها عندما اغتسل الخليفة عثمان وصحبه في بحر الأربعين إلى الجنوب مباشرة بحارة الشام. حديث الدكتور مناع جاء ضمن الأمسية التي أقيمت مساء أمس الأول بنادي جدة الأدبي بعنوان «جدة وإن حكت»، وشاركته فيها الأديبة الدكتورة لمياء باعشن، وأدارها عضو النادي عبده قزان. وبدأت الدكتورة لمياء باعشن حديثها بالعديد من النصوص الحكواتية الشعبية والتي صدرت في مؤلفها «التبات والنبات»، ثم قالت: أدباء جدة الذين أحضرتهم معي الليلة لا اسم لهم وكلهم ساهموا في غزل نسيجها الثقافي ثم تواروا في تواضع وذابوا في روح الجماعة. وأضافت: الأدب الذي أقدمه الليلة هو مجموعة من الاسهامات الشفهية مجهولة المؤلف لكنها حملت البصمة الجدّاوية، فلم يكن في جدة حكائون متخصّصون بل كان كل من يجيد الحكي يحكي الحكايات وليست كما يبدو مجرد مواد سهلة للتسلية فقط بل هي أعمال قصصية لها حبكات وثيمات وقيم إنسانية رائعة. الأمسة شهدت العديد من المداخلات في نهايتها، ومنها مداخلات لكل من: الكاتب الدكتور زيد الفضيل والذي استبعد أن يكون للفرس علاقة بجدة على أنه كان يسكنها الفرس في القرن الخامس، ومداخلتان للكاتب المهندس سعيد الغامدي، والأديب سامي خميّس.