5 محاور أساسية للحملة.. ومكافحة الافتراش ومنع المخالفين على رأس الأولويات

«المدينة» تقرأ آليات عملها في توعية ضيوف الرحمن

قراءة- على يحيى الزهراني
تسير الحملة الوطنية الاعلامية لتوعية ضيوف الرحمن فيما يعرف (لا حج الا بتصريح) وحملة الحج عبادة وسلوك حضاري سيرا تصاعديا من حيث تحقيق اهدافها ومكتسباتها وفي كل عام تحقق الحملة نجاحا تراكميا يزيد من الرصيد العام لنجاح الحملة في مسارها السنوي المتتالي، وترتكز الحملة كونها حملة اعلامية على العملية الاتصالية التي اعدت لها منذ وقت مبكر استراتيجية لها اهداف واليات ومستهدفات، واتسمت هذه الاستراتيجية بديناميكيتها وقدرتها على التحديث والتطوير وفق الواقع والمتغير، ومن سمات هذه الاستراتيجية انها ذات رؤية افقية بعيدة الابعاد ولها بنية اتصالية تأسيسة جيدة، ولعل وجود شخصية قيادية فكرية فاعلة كشخصية الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة على رأس هذه الحملة يمنحها من فكره وتوجيهه وارادته قد اسهم في انجاحها الى حد كبير ثم من خلفه هناك تجييش لهذه الحملة من مختلف الفئات والقطاعات يرأسهم الدكتور عبدالعزيز الخضيري قد هيأ كل المناخات المهنية والفنية والعملية لكي تسير هذه الحملات في نجاحاتها سنة بعد اخرى.
وفي تفاصيل الحملة الوطنية الاعلامية لتوعية ضيوف الرحمن لموسم حج هذا العام 1433ه نقف امام مجموعة من المحاور والمرتكزات نحاول ان نلم بمجملها في القراءة التالية..
الرؤية العامة للحملة
تكتسب الحملة منذ انطلاقتها برؤية ذات ابعاد ثلاثه وهي: ثابتة وواضحة وطويلة الامد وهذه الرؤية تخرج من ذات مشكاة استراتيجية منطقة مكة (تنمية المكان وبناء الانسان)، فرؤية الحملة الانطلاق مِن قداسة المكان، عبر تطبيق الانظمة وتطويرها للرقي بالإنسان.
وعبر اربعة اعوام ماضية ومن خلال المرحلة التأسيسية نقول إن الحملة استطاعت تحقيق
1- بناء الهويّة والمنصّة الاتّصاليّة للحجّ.
2-بدء حقبة جديدة في إدارته تواكب الزخم التنموي الشامل الذي انطلق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وهذه المكتسبات ما زالت تسهم بشكل تراكمي في نجاحات الحملة.
تكريس جوانب المخاطبة الأساسيّة:
وركزت الحملة الاعلامية في مخاطبتها للمتلقين وضيوف الرحمن على ثلاثة جوانب هي:
1- الجانب الروحاني/العاطفي
2- الجانب الأخلاقي/السلوكي
3- الجانب النظامي
تحديد الشرائح العريضة المستهدَفة والتواجد في أذهانهم:
1- الحجّاج (من الداخل)
2-القطاع التجاري (مقدّمو الخدمة)
3- القطاع الحكومي (الجهات المعنيّة)
منهجية العمل التوعوي لهذا العام
حددت الحملة ملامح منهجيتها التوعوية لهذا العام في خمسة محاور هي:
1- وضع الخطط الاعلامية والتشغيلية للانشطة الاتصالية.
2- تصميم وانتاج واعداد المواد الاتصالية والعناصر الاخرى.
3-تكوين الافكار الابداعية.
4- تطوير الاستراتيجية الاتصالية من حيث الاهداف والفئات المستهدفة ووضع استراتيجية موحدة.
5- تفعيل المصادر والمخرجات في الجوانب البحثية والمعلوماتية.
المرحلة الاتّصاليّة المقبلة
وفقًا للرؤية طويلة الأمد، حددت الحملة رسالتها القادمة في السعى للنموّ التوعوي من أجل:
1- مواكبة التنمية والتطوير في المشاعر (قلب المكان بالنسبة للمنطقة)
وفي الأنظمة المتعلّقة بالحجّ.
2- التوسّع في الاستراتيجيّة الاتّصاليّة لاحتواء الاحتياجات التوعويّة للحجّ
كقطاعٍ متنامٍ متكاملٍ يجمع فئات مختلفة ذات مصالح متبادَلة ومشترَكة.
3-البناء على المنصّة الاتّصاليّة التي تمّ إنشاؤها في المرحلة التأسيسيّة تجاه
استغلالها الأمثل لصالح قطاع الحجّ والاستفادة منها بفعالية أكبر لدعم
جهود تنميته.
4- البدء في تكريس مجال الحجّ كقطاع فريد يمثّل الصالح العامّ للوطن وللمسلمين
الذي تلتقي فيه أطراف المجتمع والاقتصاد والحكومة.. «عند الكعبة»
(أي بروح القداسة التي ينفرد بها المكان والحدث).
الوضع الحالي
تم تكوين صورة ذهنية عن الوضع الحالي من خلال اقتباسين:
1- [التطوّرات في الأنظمة والمرافق والخدمات للموسم القادم] اقتباس (لجنة الحجّ).
2- الواقع على الأرض وِفقًا لتجربة العاملين في الميدان
اقتباس (قطاعات الحكومة).
وقد تم توصيف الحج وادارته بوضعه الحالي:
الحجّ أضخم حدث ديني وتجمّع بشري في العالم، رغم وجود إدارة مركزية إلا أنّ العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية تقوم بتنظيمه وتقديم خدماته.
ما زال التحدي الأكبر هو تشتّت الجهود وعدم تحقيق التوافق والاصطفاف المطلوب بين سائر القائمين على إدارة وتنظيم المناسبة الدينية الأكبر، وبالتالي فقدان روح التعاون والتفاني التي يُفترض أن ترقى فوق كلّ شيء لأجل روحانية الحدث وقداسة المكان.
الأهداف الاتّصاليّة
1- تحويل الجهود التوعوية الخاصّة بالحجّ من مجرّد «حملة» إلى مبادرة استراتيجيّة متعددة الأطراف تساند مفهوم قطاع الحجّ المتكامل الذي يجسّد الصالح العام لجميع الشركاء من خلال إطلاق برامج وحملات.
2- الحدّ من عدد المخالفين (مَن ينوي الحجّ بلا تصريح).
3- مكافحة ظاهرة الافتراش.
4- تحسين البيئة الصحية ومعايير النظافة ومكافحة التلوّث في المشاعر المقدّسة أثناء الحجّ.
5- القضاء على حملات الحجّ الوهمية.
الفئات المستهدَفة شركاء الصالح العامّ
تخطّي مفهوم «استهداف» الى تطوير علاقات مع الفئات الشريكة من أطراف الصالح العامّ المُتحاصّة في قطاع الحج:
المجتمع: الحاضن الإنساني لفريضة الحجّ من المواطنين والمقيمين المسلمين، الممثّل لعامّة المسلمين.
الاقتصاد: كل العاملين والمستفيدين تجاريًّا من الحجّ (جانب السياحة الدينيّة).
الحكومة: جميع القطاعات الرسميّة المسؤولة عن خدمة الحجّاج وضمان أمنهم وسلامتهم.
شركاء الصالح العامّ: المجتمع (1)
1- حجّاج الداخل
مواطنون ومقيمون خاصّة من الجاليات المصريّة والبنغالية والباكستانية.
لهم طرقهم للوصول إلى المشاعر بلا تصريح.
الاستجابات المنشودة:
الرغبة في إيداء الفريضة بإتقان وبلا شوائب أو نواقص (لا تجرح حجّك).
استيعاب أهمّية الالتزام بالإطار التنظيمي للحجّ للأمن والسلامة والحضاريّة.
المواطنون: استشعار التكليف والتشريف واقترانه بالحسّ الوطني، وخطورة تسهيل المخالفة من خلال نقل الحجّاج المخالفين.
المقيمون: ضرورة الالتزام بأنظمة البلد وجدّيّة التطبيق والعواقب.
الحرص على الالتحاق بالحملات المعتمَدة التي توفّر تصريح الحج وكل الخدمات المريحة من نقل وإقامة وتموين وغيرها.
شركاء الصالح العامّ: المجتمع (2)
الشخصيّات والجهات ذات التأثير الشعبي:
1- أئمّة المساجد (فئة متداخلة مع الطرف الحكومي).
2- وسائل الإعلام.
3- شبكات التواصل الاجتماعي.
الاستجابات المنشودة:
الاهتمام بأمر الحجّ بنحو مسؤول وبنّاء يسعى لإدارته بأفضل طريقة ممكنة وبنتائج إيجابية.
المشاركة الناشطة في تحقيق ذلك بدافع المسؤولية الاجتماعية والفردية عن طريق دعم الجهود التوعوية والمساعدة في إنجاحها.
شركاء الصالح العامّ: المجتمع (3)
1- الشباب
الطاقات الشابّة من الجنسين في منطقة مكّة المكرّمة.
لديهم استعداد للتطوّع في أنشطة تنموية واجتماعية ودينية.
لديهم رغبة في اكتساب خبرات تنظيمية ومهارات مهنيّة.
الاستجابات المنشودة:
الحماس لتفعيل دورهم في العمل التطوّعي بالانخراط في ميدان الحجّ لدعم جهود التنظيم والأمن والسلامة والنظافة.
نشوء قيادات شبابيّة تؤثّر إيجابيًّا على نظائرها في المجتمع.
شركاء الصالح العامّ: الاقتصاد
مؤسسات الطوافة وشركات الحجّ
المتعاملون مباشرة مع الحجّاج في نقلهم وإسكانهم وإعاشتهم.
الاستجابات المنشودة:
أن يكونوا امتدادًا لتطبيق النظام على الأرض من خلال التحقّق من نظاميّة جميع الحجّاج المستفيدين من خدماتهم ومرافقهم.
التشدّد في تطبيق قواعد السلامة في مرافقهم كمنع إشعال النار للطبخ وغيره.
التعاون في تطوير وتطبيق نظام لتصنيف الخدمة مرتبط بالأسعار (مثل النجوم للفنادق).
شركاء الصالح العامّ: الحكومة
1- الأمن:
- أجهزة وزارة الداخلية القائمة على تطبيق أنظمة الحجّ وضمان أمن الحجّاج:
- الأمن العام
- الجوازات
- قوات الحجّ
الاستجابات المنشودة:
استيعاب الدور الجوهري وحجم المسؤولية التي تستوجب حُسن المعاملة وحسم التطبيق بمهنيّة عالية.
الاقتناع بضرورة منع الحجاج غير النظاميين كواجب وطني وديني.
شركاء الصالح العامّ: الحكومة
2- البلديّة (أمانة العاصمة المقدّسة)
ا لجهة المسؤولة عن نظافة المشاعر المقدّسة.
الاستجابات المنشودة:
استيعاب الأهمّية المضاعفة لمسؤوليتهم وضرورة ارتقائها لطهارة الحدث.
الوعي بالنيّة لجعل قضية النظافة أولوية عالية ابتداءً من الموسم القادم، ما سيُسلّط الأضواء على أدائهم بشكل مكثّف.
3- الجهات الدينيّة الرسميّة
وزارة الشؤون الإسلامية.
يقومون بمهمّات توعويّة وميدانية في الحجّ.
الاستجابات المنشودة:
الاقتناع برؤية وخطط الإمارة ولجنة الحجّ في الارتقاء بإدارته.
التكامل مع الجهود التوعويّة ودعمها في جهودهم وفي الميدان.
التوعية بأنّ الحجّ النظامي بتصريح واجب لصالح الحجّ والحجّاج.
الاستراتيجيّة الاتّصاليّة
الحملات والبرامج الاتّصاليّة المطلوبة
الحملة الوجدانيّة (branding): تركّز على الرسالة الاستراتيجية الخاصة بنشوء قطاع حج شامل متكامل يجمع المصالح المشتركة ويرتقي بها.
الحملة العمليّة (functional): تركّز على السلوك والنظام الواجب اتّباعهما من قّبل الحجاج:
لا حج بلا تصريح.
ممنوع الافتراش.
حافظ على النظافة والبيئة.
ممنوع إشعال النار المفتوحة.
تجنب التدافع.
الأفكار الإبداعيّة للحملة التوعويّة
3 خيارات للحملة الوجدانيّة (branding) الخاصة بنشوء قطاع حج شامل متكامل يجمع المصالح المشتركة ويرتقي بها:
اتّجاه يُبرز القيمة التنمويّة الشاملة لقطاع الحجّ المنشود التي يبنيها حاصل أعمال الفئات المشاركة فيه إذ يشكّل كلّ إنسان ينتمي إليها جزءًا من القطاع.
اتّجاه يُركّز على جانب التعاون الجماعي من خلال توحيد جهود كل المشاركين في قطاع الحجّ.
اتّجاه ذو خطاب تحفيزيّ يصوّر قطاع الحجّ كمجال مهنيّ يتطلّب الطموح والعمل الجادّ من أجل الإنجاز وكلّ المشاركين فيه يسعون لتحقيق الحدّ الأقصى من النجاح.
الحملة العمليّة (functional) الخاصّة بالسلوك والنظام موحّدة إذ تعتمد على تعليمات مباشرة تصل إلى الحجّاج من كلّ الخلفيّات بسهولة وفعاليّة.