منذ 4 أعوام أطلقت إمارة منطقة مكةالمكرمة حملة "الحج.. عبادة وسلوك حضاري"، مستشرفة مستقبلا تنظيميا إداريا يواكب التنمية الشاملة، التي انطلقت في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويدشن أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل اليوم، المرحلة الخامسة من الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن "الحج عبادة وسلوك حضاري"، بمشاركة نحو 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص لإعطاء المناسك صبغة التنظيم، والخلو من المظاهر السلبية، والارتقاء بسلوك ضيوف الرحمن. مكتسبات المرحلة التأسيسية حققت حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" عدة مكتسبات خلال السنوات الأربع الماضية، جاء على رأسها بناء الهوية والمنصة الاتصالية للحج، وبدء حقبة جديدة في إدارته تواكب الزخم التنموي الشامل الذي تحقق، وتكرس جوانب المخاطبة الأساسية سواء الروحانية أو العاطفية، أو الأخلاقية أو السلوكية أو النظامية. واستطاعت الحملة طيلة السنوات الأربع الماضية تحقيق هذا السلوك في أذهان شرائح عريضة مستهدفة جاء في مقدمتها، جمهور الحجاج من الداخل، والقطاع التجاري الذي يقدم خدمات الحج، والقطاع الحكومي المعني بأمور الحج، محققة بذلك الرؤية التي انطلقت بها الحملة وهي "انطلاقا من قداسة المكان، نطور ونطبق النظام، لنرتقي بالإنسان". رؤية طويلة الأمد يسعى القائمون على الحملة نحو تحقيق نمو توعوي من أجل مواكبة التنمية والتطوير في المشاعر، وكذلك في الأنظمة المتعلّقة بالحج، عبر التوسع في الاستراتيجيّة الاتصالية لاحتواء الاحتياجات التوعوية للحج، كقطاعٍ متنام متكامل يجمع فئات مختلفة ذات مصالح متبادَلة ومشترَكة، والبناء على المنصة الاتصالية التي تم إنشاؤها في المرحلة التأسيسية تجاه استغلالها لصالح قطاع الحج والاستفادة منها بفعالية أكبر لدعم جهود تنميته. وتركز الرؤية طويلة الأمد لحملة الحج عبادة وسلوك حضاري على البدء في تكريس مجال الحج كقطاع فريد يمثل الصالح العام للوطن وللمسلمين، بصفته مناسبة تلتقي فيها أطراف المجتمع والاقتصاد والحكومة، أي عند الكعبة، بروح القداسة التي ينفرد بها المكان والحدث. تطورات في الأنظمة والخدمات تطرح الحملة أهم القضايا في الحج، وهي زيادة عدد الحجاج بصفة عامة، وكذلك الذين يتسللون للحج بلا تصريح، وما يصاحب ذلك من افتراش وتأثير سلبي على خدمات النقل والنظافة والتغذية وخلافه. وتأخذ في الاعتبار الأوضاع التي تمر بها بعض الدول الإسلامية كسورية والسودان وغيرهما، واستمرارية تطوير الأنظمة ذات الصلة بالحج، بالإضافة لآليات التطبيق، واستمرار العمل على تطبيق المسار الإلكتروني واللجان المختصة كتطوير مراكز الفرز والتفتيش على مداخل مكةالمكرمة لتنظيم عمليات الفرز وتسهيل الوصول للحجاج النظاميين ومنع غير النظاميين وردهم، وإنجاز المشاريع القائمة قبل حلول المواسم بوقت كاف. وتركز الحملة على العاملين في الحج مثل الجهات الأمنية، ومقدمي الخدمات كالبلدية والمطوفين إلى جانب حجاج الداخل، والوصول إلى كافة شرائح المقيمين الأجانب بلغاتهم، وجذب رجال الدين، وخاصة أئمة المساجد لدعم الجهود التوعوية. وتنطلق الحملة من رؤية أن الحج أضخم حدث ديني وتجمع بشري في العالم، رغم وجود إدارة مركزية إلا أن العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية تقوم بتنظيمه وتقديم خدماته، وأن التحدي الأكبر ما زال قائما، هو ضمان عدم تشتت الجهود وعدم تحقيق التوافق والاصطفاف المطلوب بين سائر القائمين على إدارة وتنظيم المناسبة الدينية الأكبر، وبالتالي فقدان روح التعاون والتفاني التي يفترض أن ترقى فوق كل شيء لأجل روحانية الحدث وقداسة المكان. هدف وشركاء تستهدف الحملة تحويل الجهود التوعوية الخاصة بالحج من مجرد "حملة" إلى مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف تساند مفهوم قطاع الحج المتكامل، الذي يجسد الصالح العام لجميع الشركاء من خلال إطلاق برامج وحملات تركز على الحد من عدد المخالفين الذين ينوون الحج بلا تصريح، ومكافحة ظاهرة الافتراش، وتحسين البيئة الصحية ومعايير النظافة ومكافحة التلوث في المشاعر المقدسة أثناء الحج، والقضاء على حملات الحج الوهمية. وتعتبر الحملة أن حجاج الداخل هم شركاء الصالح العام في تحقيق هذا الهدف، إضافة إلى المواطنين والمقيمين خاصة من الجاليات المصرية والبنغالية والباكستانية، عبر تحقيق استجابات منشودة مثل الرغبة في أداء الفريضة بإتقان وبلا شوائب أو نواقص "لا تجرح حجّك"، واستيعاب أهمية الالتزام بالإطار التنظيمي للحج للأمن والسلامة والحضارية. وتطالب الحملة المواطنين باستشعار التكليف والتشريف واقترانه بالحس الوطني، وخطورة تسهيل المخالفة من خلال نقل الحجاج المخالفين، فيما تطلب من المقيمين استشعار ضرورة الالتزام بأنظمة البلد وجدية التطبيق والعواقب والحرص على الالتحاق بالحملات المعتمدة التي توفر تصريح الحج وكافة الخدمات المريحة من نقل وإقامة وتموين وغيرها. جهات ذات تأثير مباشر وتعتبر الحملة أن الشخصيّات والجهات ذات التأثير الشعبي تتحمل جزءا من تحقيق أهداف الحملة، مثل أئمّة المساجد باعتبارها فئة متداخلة مع الطرف الحكومي، وكذلك وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، لنشر الاهتمام بأمر الحج بنحو مسؤول وبنّاء يسعى لإدارته بأفضل طريقة ممكنة وبنتائج إيجابية، والمشاركة الناشطة في تحقيق ذلك بدافع المسؤولية الاجتماعية والفردية عن طريق دعم الجهود التوعوية والمساعدة في إنجاحها. وترى الحملة أن الطاقات الشابة من الجنسين في منطقة مكةالمكرمة، لديهم استعداد للتطوع في أنشطة تنموية واجتماعية ودينية، ولديهم رغبة في اكتساب خبرات تنظيمية ومهارات مهنيّة، وتحملهم مسؤولية تفعيل دورهم في العمل التطوعي بالانخراط في ميدان الحج لدعم جهود التنظيم والأمن والسلامة والنظافة، ونشوء قيادات شبابية تؤثر إيجابياً على نظائرها في المجتمع. كما تحمل مؤسسات الطوافة وشركات الحج، باعتبارهم المتعاملين مباشرة مع الحجاج في نقلهم وإسكانهم وإعاشتهم، أن يكونوا امتداداً لتطبيق النظام على الأرض من خلال التحقّق من نظامية جميع الحجاج المستفيدين من خدماتهم ومرافقهم، والتشدد في تطبيق قواعد السلامة في مرافقهم كمنع إشعال النار للطبخ، والتعاون في تطوير وتطبيق نظام لتصنيف الخدمة مرتبط بالأسعار. وترى أن أجهزة الأمن القائمة على تطبيق أنظمة الحج وضمان أمن الحجاج، يجب أن يتحقق من خلالها استيعاب الدور الجوهري وحجم المسؤولية التي تستوجب حسن المعاملة وحسن التطبيق بمهنية عالية، والاقتناع بضرورة منع الحجاج غير النظاميين كواجب وطني وديني. كما تستهدف استشراف أمانة العاصمة المقدّسة، لاستيعاب الأهمية المضاعفة لمسؤوليتهم وضرورة ارتقائها لطهارة الحدث، والوعي بالنيّة لجعل قضية النظافة أولوية عالية مما سيسلط الأضواء على أدائهم بشكل مكثف.