أكد مدير مستشفى الولادة بالمدينةالمنورة د.على المحمدي في ردّه على قضية «قطعة الشاش التي تركتها طبيبة في رحم مريضة» أن لجنة تم تشكيلها من عدد من الاستشاريين للوقوف على الخطأ، وسيعد تقريرًا نهائيًّا يبين فيه الأسباب التي أدّت لحدوث هذا الخطأ. وكانت المواطنة (ه. السحيمي) قد تعرّضت لالتهابات وآلام حادة بعد أن أجريت لها عملية ولادة في مستشفى الولادة والأطفال بالمدينةالمنورة، وبعد ارتفاع شدة الألم قامت المريضة بمراجعة قسم الولادة بالمستشفى لبيان سبب الآلام التي تشعر بها، وتزداد يومًَا بعد آخر؛ ليتم اكتشاف وجود قطعة من الشاش الطبي داخل الرحم، نسيتها طبيبة الولادة بعد إجراء العملية، وخياطة الجرح -حسب روايتها- وذكر زوج المريضة صالح الحربي ل»المدينه»: أنه أدخل زوجته بعد أن بدأت تشعر بآلام المخاض إلى قسم الولادة بمستشفى الولادة والأطفال بالمدينةالمنورة فجر يوم السبت، الموافق 14 شوال من العام الجاري، وتم إدخالها إلى غرفة الولادة لإجراء عملية الولادة، وكانت طبيعية، وبعد الولادة قرر الطاقم الطبي بقاء المولود في المستشفى لحاجته لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، حيث تم وضعه في الحاضنة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة، وعادت الزوجة إلى الغرفة المخصصة لها. وأضاف إنه بعد ساعات من عملية الولادة بدأت زوجتي تشعر بآلام غريبة في موضع العملية، وبما أنها أجريت لها خياطة جراحية توقعنا أنها السبب في وجود مثل هذه الآلام، لاسيما وأنها المرة الأولى التي تنجب فيها، ولكن الألم ظل يتزايد ساعة بعد ساعة حتى اليوم الثاني، إلى أن حضر الطاقم الطبي، وأكد أنها بصحة جيدة، وبإمكانها مغادرة المستشفى. وأضاف: بين مغادرة المستشفى واكتشاف الشاش 25 يومًا، وخلال هذه الفترة تم مراجعة المستشفى أكثر من مرة، وكان العلاج في كل مرة المسكنات، والتي لم تجدِ مع ارتفاع حدة الألم. وأضاف الحربي: ذهبنا بها إلى الطبيبة المختصة لفحصها، والتي بدورها اكتشفت وجود قطعة من الشاش الطبي، تم نسيانها داخل جسم المريضة، وبادرت على الفور بإخراجها بعد أن تسببت في حدوث التهابات حادة، وقامت بإعطائها مضادًا حيويًّا، وتنويمها، وجعلتها تحت الملاحظة الطبية. وعبّر زوج المريضة عن استغرابه الشديد لوقوع مثل هذه الحادثة التي لا تحتمل أي معنى غير الإهمال بصحة الآخرين -على حد قوله- وإمكانية تعريضهم لمخاطر كان بالإمكان تفاديها، مشيرًا إلى أنه تقدم بشكوى لإدارة المستشفى لبيان ملابسات الواقعة خوفًا من تكرارها مع مزيد من الأضرار لأي مريض آخر يراجع المستشفى. وأضاف: لقد سعوا من خلال التقليل من شأن الخطأ إلى كتمان الأمر أمام المراجعين. وأكمل توجهتُ للمسؤولين بالمستشفى للشكوى، إلّا أن ردّ المدير المناوب أن القطعة التي تم نسيانها في رحم المريضة تعتبر خطأً طبيًّا فرديًّا يمكن أن يحدث في مستشفيات عدة على مستوى العالم، كون القطعة صغيرة، وتستخدم في تجفيف موقع الجرح، وقد تكون امتلأت بالدماء، ما جعلها تبدو وكأنها جزء من الجسم. وأضاف المصدر المسؤول إن القسم سيبدأ في حصر كل المواد المستخدمة في غرفة العمليات، والتأكد من وجودها كاملة بعد إجراء العملية، وهذا الإجراء يساعد كثيرًا في عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلاً . «المدينة» حاولت الاتصال بمدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينهالمنورة د. عبدالله الطائفي لمعرفة الإجراء التي ستتخذه الشؤون الصحية إلاّ أنه لم يرد على هاتفه النقال.