استؤنفت امس التظاهرات ضد الفيلم المسيء للاسلام التي اججها نشر صحيفة فرنسية لرسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الدول الاسلامية وخصوصا في اندونيسيا وباكستان حيث جرح 15 شخصا واضرمت النار بدارين للسينما. من جهتها، رأت المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان نشر الرسوم الكاريكاتورية بعد عرض الفيلم «استفزاز متعمد» من الافضل «تجاهله». وقالت في لقاء مع صحافيين في جنيف ان «هذه الرسوم الكاريكاتورية هي الاخيرة من سلسلة من الاستفزازات المتعمدة وافضل طريقة لمواجهة هذه الاستفزازات المتعمدة والغبية هي تجاهلها». وفي باكستان قتل شخص وجرح 14 آخرون على الاقل في صدامات بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان، كما ذكر مصدر في احد المستشفيات، والقتيل سائق في قناة «اري تي في» التلفزيونية الباكستانية، كما اضرم متظاهرون غاضبون النار في اثنتين من دور السينما في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان في بداية يوم الاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام، كما ذكرت الشرطة ومتظاهرون، واندلعت صدامات على نطاق ضيق ايضا في روالبندي، المدينة التوأم لاسلام اباد، وشددت التدابير الامنية امس في كبرى مدن باكستان في «يوم عشاق الرسول» الذي اعلنته الحكومة ردا على بث فيلم «براءة المسلمين» المسيء للاسلام. وفي اندونيسيا تظاهر عشرات الاشخاص امام مقار شركات امريكية وبعثتين قنصليتين فرنسية وامريكية للاحتجاج على الفيلم ونشر الرسوم الكاريكاتورية، ففي ميدان في اقليم سومطرة في الشمال، احرق عشرات من اعضاء حزب جبهة المدافعين عن الاسلام، العلم الامريكي امام قنصلية الولاياتالمتحدة ورفعوا لافتات كتب عليها «من يهين النبي محمد يستحق الموت» و»اسرائيل وامريكا دولتان ارهابيتان»، كما تظاهر حوالى مائتي شخص امام قنصلية فرنسا في سورابايا (شرق جاوة) وهم يهتفون «الموت لامريكا الموت لفرنسا». وقال احد الخطباء وسط هتافات التكبير «ندعو امريكا وفرنسا الى الكف عن اهانة رسولنا»،واغلقت كل البعثات الدبلوماسية الامريكية والفرنسية في اندونيسيا وحوالى عشرين بلدا اسلاميا امس في اجراء وقائي. وكانت صدامات جرت بين قوات الامن ومتظاهرين في هذا البلد هاجموا مطعما من سلسلة ماكدونالدز الامريكية، وفرضت اجراءات امنية مشددة في وسط العاصمة التونسية امس حيث تمنع حركة السير خلال النهار لمنع اعمال عنف او تظاهرات. وقال صحافي ان السفارة الواقعة في جادة الحبيب بورقيبة اكبر شوارع وسط المدينة، محمية باسلاك شائكة على ارتفاع رجل وشاحنات عسكرية ومدرعة وشاحنة يعلوها خرطوم مياه، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس، وعلى طول الجادة تمركزت حافلات تقل شرطيين وشاحنات سجن بينما اعلنت وزارة الداخلية حظر اي تظاهرات خوفا من حدوث اعمال عنف مثل تلك التي وقعت في 14 ايلول/ سبتمبر ضد السفارة الامريكية، ويخشى الغربيون وعلى رأسهم فرنسا ان يزيد نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم التوتر لكن في باريس اكد رئيس مجلس مسلمي فرنسا محمد موسوي لاذاعة فرنسا الدولية انه «يكرر دعوته الى عدم التظاهر». واضاف «نعتبر ان اي تظاهرة في الوضع الحالي يمكن ان يتم التلاعب بها والا تكون مثمرة.. على مسلمي فرنسا احترام الاطار القانوني الذي يسمح بالتظاهرت». وتابع موسوي ان «شعور مسلمي فرنسا بالاستياء مشروع.. انه تدخل عدواني في صميم مشاعرهم الدينية واستفزاز ولديهم الحق في التعبير عن استيائهم». وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية انه لم يسجل اي حادث لدى بعثاتها ومصالحها ولا لدى رعايا فرنسيين في الخارج، وقررت السلطات الفرنسية ابقاء سفاراتها وقنصلياتها ومدارسها في حوالى عشرين بلدا عربيا او اسلاميا مغلقة. ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الرعايا الفرنسيين الى البقاء في بيوتهم امس واكد انه «مهتم» بامر الجنود الفرنسيين في افغانستان ولبنان.