* تستعد مملكتنا الحبيبة -بكل قطاعاتها ومواطنيها- هذه الأيام لاستقبال يومنا الوطني المجيد، عُرسٌ شامل على مستوى الوزارات والإدارات والمؤسسات الخاصة والأفراد، فالجميع يريدون الاحتفاء بالوطن الغالي، ويعتبرون هذه المناسبة التاريخية المتكررة كل عام تخص كل فرد منهم بشكل مباشر، وهذا شعور جميل جداً حين ينتظر المرء يوم الوطن ليقول بأعلى الصوت: (أهلا بك يا يوم الوطن الغالي)، ففيك يزداد شعورنا بأننا الوحيدون على هذه الأرض الذين يكبر في قلوبهم الحب للوطن مهما تغيرت الأحوال وتقاربت الأحداث وتسارعت، بل كلما رأينا أوطاناً تضطرب وتهتز وتتغير من حولنا، كلما أمسكنا بك بكل طاقتنا، بعقولنا وقلوبنا وأيدينا، وثبتنا جذورنا وأرواحنا على أرضك الراسخة لتزداد بنا ثباتاً وصموداً في وجه كل الرياح مهما عتت. * أيها الوطن الحبيب، فوق أرضك شعب لا يحب سواك، لا يتنفس غير هواك، لا يحيا إلا بمائك ورائحة مطرك وثراك، فوق أرضك شعب أحبك حباً كبيراً، لا يمكن أن يكون له مثيل في الدنيا.. فهؤلاء "السعوديون" هم الذين أبهروا العالم، يوم أن وقفوا في وجه كل من دعا لتدميرك وخرابك أو حتى الإخلال بأمنك، ورفعوا صورة قائدهم في مشهد أذهل شعوب الأرض قاطبة، وتناولته أقلام الإعلاميين، وألسنة السياسيين، لأن هؤلاء الداعين للإخلال بأمنك كانوا ينتظرون شيئاً فتفاجأوا بنقيضه، فعجزوا عن فهم ما يدور في السعودية من حالة ولاء وانتماء كبير، وحب متبادل عظيم. * إن الذين يدعون للإخلال بأمن هذه البلاد المقدسة ويحاولون فعل ذلك باستقطاب عقول بعض شبابها، لا يدركون أن الوطن عقيدة، والمحافظة عليه وحبه وحمايته؛ أركان لا يمكن إهمالها، فهو في الأصل "الذات" الذي بني منه كياننا، ونحن ننطلق بذلك من الدين الحنيف، وسيرة المصطفى محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- الذي عبر عن حبه لوطنه الأول مكةالمكرمة، فحزن كثيراً عندما هَمَّ بالخروج منها. * يبقى أن نستشعر أهمية التعبير عن الاحتفاء بالوطن، ليس من خلال المهرجانات والحفلات، والكلمات والقصائد، والصور واللوحات فحسب، بل تعبيراً عملياً ينطلق من إيماننا بأن التزامنا وإنتاجيتنا بالعمل "وطن"، دراستنا وتعليمنا الجاد "وطن"، تكاتفنا ضد الفساد "وطن"، محاربتنا للمخدرات "وطن"، رفضنا للانحلال والتحرر "وطن"، التزامنا بمبادئنا وقيمنا "وطن"، وكل جميل نمارسه على أرض الوطن هو احتفاء بالوطن المجيد. * إن العمل الجاد والتعليم والمثابرة، والسعي في عمارة الأرض تعد من أهم صور الوطنية التي نتمناها بيننا، فلا نريد يوم الوطن أن يمر مرور الكرام دون وقفة نتأمل فيها التاريخ، ندرس الواقع، ونخطط للمستقبل، وهكذا يظل يومنا الوطني مضرباً للأمثال، ومثلاً يحتذى وأنموذجاً مشرقاً على مستوى العالم. * حفظ الله بلادنا وطن الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه، وجعل النعم والأمن والأمان والسعادة والاستقرار تسودها مدى الأزمان بقيادة ولاة أمرنا الصالحين الأخيار، المتمسكين بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأعطر التحية وأزكى السلام.