كم كنتُ أتمنى - لولا سفري - أن أُلبِّي الدعوة التي وجّهها لي أخي الكريم الأستاذ محمد المختار الفال رئيس تحرير جريدة عكاظ بالإنابة، لحضور اللقاء الذي تستضيف فيه الصحيفة معالي المهندس عادل فقيه وزير العمل في إطار سلسلة «حوار المسؤولية المشتركة» لأن لديَّ ما أقوله لمعاليه، وليس (ما أُعانيه)، لأني وبحمد الله لا تربطني أي علاقة بمكتب العمل، ولأحمل لمعاليه حزماً من شكاوى المراجعين، وما يُلاقونه من عناء كثرة المواعيد والتسويف والمعاملة الخشنة التي عليها بعض موظفي مكتب العمل بجدة، إضافة إلى عدم انضباط بعض أولئك في العمل، وتركهم مكاتبهم، وعدم احترامهم للمراجعين بالتحدث بهواتفهم الجوالة في أوقات الدوام؛ دون اهتمام بالمراجع الذي يقف أمامهم، ناهيك عن الأبواب الموصدة لبعض كِبار المسؤولين التي تمنع من إيصال شكوى المراجع عند شعوره بالغبن. ذلك غيض من فيض سلبيّات هذا المكتب الذي ساهم بطريقة غير مباشرة في تنشيط «مكاتب الخدمات»، التي يبدو أن عند أصحابها مفاتيح الحلول، وفك شفرات المعاملات المُعقّدة. معظم شكاوى المراجعين هي من الروتين المُعقَّد في إجراءات تحويل الشركات المتوفى أصحابها إلى ورثتهم، حيث يعانون مصاعب تجديد إقامات مكفوليهم، ومنح تأشيرات خروج وعودة لهم أثناء قيامهم بتنفيذ متطلبات ذلك التحويل. زرتُ المكتب مرافقاً لصديق لديه معاملة، كان ذلك في أواخر شهر شعبان الماضي، ودُهشت لعودة صديقي السريعة من شباك رقم (5)، فقلتُ له: ما شاء الله انتهيت بهذه السرعة؟!.. فرد ضاحكاً: لقد قال لي الموظف: «أُصارحك، راجعنا بعد العيد، كما تعلم رمضان وكل عام وأنت بخير»!. عندها أدركتُ الإجابة عن سؤال كان يُحيّرني، لماذا يدخل المراجعون بوابة مكتب العمل ضاحكين ويخرجون عابسين؟! [email protected]