اليوم الوطني مناسبةٌ كبيرةٌ، وحدثٌ أكبر، هذا اليوم الذي وحّدت فيه هذه الأطراف المترامية هنا وهناك، على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ذلك الملك الذي جعل من أولى اهتماماته جمع فرقة هذه المناطق المتناحرة، التي لا يتعدّى فكر أهلها التخطيط لغزو المنطقة الأخرى، أو الهجوم على مساكن القبيلة الأخرى، والحمد الله بعد توحيد شتات هذه الأجزاء أصبح الجميع إخوة، يقوم كل واحد بتنمية منطقة أخيه، وذلك تحت مظلة وطن واحد، وتحت راية لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، لا راية العصبية المكانية، أو القبلية. هذه المناسبة الكبيرة التي كانت -وما زالت- مضرب المثل، فتوحيد أجزاء مترامية الأطراف، وقبائل متناحرة ليس بالأمر الهيّن، بل هو الصعب نفسه، لكن وضوح الهدف، ودقّته، سهّلا من تحقيقه، فكانت الجائزة وطنًا جميلاً، وقيادة جعلت من خدمة هذا الوطن هدفًا وطموحًا، تسعى جاهدة لتحقيقه، فذكرى يومنا الوطني لهذا العام يصادف يوم الأحد الموافق 7/11/1433ه (الواحد من برج الميزان)، وممّا لا شك فيه فإن هذا اليوم يعتبر يومًا استثنائيًّا في تاريخ مملكتنا الحبيبة، فهو اليوم التي تحققت فيه الأماني، وحُصدت فيه الجوائز، وجُمع فيه شتات هذه الأطراف المترامية، ووحّدت فيه الكلمة تحت راية لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، يدنوها سيفًا يبيّن أن الحق هو طريق هذه الدولة الناشئة، التي جعلت من كتاب الله، وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام منهجًا ودستورًا. فتحقق الحلم، وتوحدت الأجزاء تحت مسمّى واحد (المملكة العربية السعودية)، وقلب واحد ينبض في كل الأجزاء، فخُلد ذكرى ذلك اليوم من عام 1351ه في ذاكرة الجميع كيومٍ وطنيٍّ نفتخر ونفاخر فيه، نستذكر إنجازاتنا التي -بحمد الله- أصبحت لا تُعد ولا تُحصى، وهي كذلك أكبر من الحلم بكثير، فكل ذرة تراب من أرض هذا الوطن شاهدة على نهضة وتطور لم تشهده من قبل عطفًا على هذه المساحة الكبيرة والشاسعة التي قلّ ما تجدها في أماكن أُخرى، حظيت -وما زالت- باهتمام من هذه القيادة المُباركة، بداية من عهد مؤسس هذا الكيان، وباني أساسه وأركانه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- مرورًا بالملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد -رحمهم الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله من كل مكروه-. (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، سنتحدث عن هذه النعم التي أنعم الله به علينا، وهي -ولله الحمد- كثيرة، فوجود أطهر بقعتين في العالم مكة والمدينة في هذا الوطن نعمة كبيرة، والأمن الذي نعيشه نعمة، خيرات الله من ثروات نعمة، هذه القيادة المخلصة لدينها ثم وطنها نعمة، هذا التطور التي تشهده مملكتنا الحبيبة نعمة. والنعم لا تدوم ولا تتكاثر إلاّ بالشكر (اللهم لك الحمد والشكر والثناء الحسن على هذه النعم، اللهم احفظها واحفظ بلادنا من كل شر، واجلب لها كل خير)، وكل عام وأنت بخير يا وطني. نايف جابر البرقاني - أملج