كشف الأمين العام لرابطة علماء المسلمين الأستاذ الدكتور ناصر بن سليمان العمر ل»المدينة»أن إساءة الغرب لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليست بجديدة، سوى أن الطريقة تغيّرت إلى أن وصلت إلى الفيلم السينمائي. وقد قيل عنه قبل ذلك (ساحر أو مجنون) الذاريات (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون). وبيّن أن الإساءة بالأنبياء سنة كونية لحكمة لا يعلمها سوى الله عز وجل، بيد أن الاستهزاء بالرسل استهزاء بالله، موضحًا أن الاستهزاء نصر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهوخير له، ولقد قال الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم (إن شانئك هو الأبتر)، وقبل ذلك قصة الإفك، والتي حقيقتها شر -بلا شك- لكن هي خير للنبي صلى الله عليه وسلم، وتساءل العمر: لماذا هذا العداء على الإسلام؟ وإن كلَّ مَن قال إن دولة أمريكا بريئة من هذا الفيلم المسيء، فقوله غير صحيح! معللاً ذلك أن أمريكا مدّعية الحرية لا تسمح لأحد أن يتكلم فيها، فكيف تسمح بالكلام في النبي صلى الله عليه وسلم، أم أنها تعتبر الكلام، والإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حرية؟! ووصف العمر حماية أمريكا للمجرمين الممثلين للفيلم المسيء بالجريمة، وقال هؤلاء أضروا بأمريكا، ولكن لا يبرر ذلك بالتعدّي والظلم على مَن لا علاقة له «ولا تزر وازرة وزر أخرى» و لقد تألمتُ من بعض بني جلدتنا مَن يدافع عن أمريكا بحرارة، ويدافع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بكل برود! ويؤسفني أنهم محسوبون على أهل الخير، وهم غيرعلمانيين، ولا ليبراليين، ونجدهم لا يدافعون عن المجاهدين، ولكن الآن ظهرت غيرتهم على أمريكا! فلو وضعوا أنفسهم مكان الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل سيرضون؟ وهل ستكون ردود أفعالهم باردة؟ بل سيدافعون عن أنفسهم. وتساءل العمر: ماهي حجتهم أمام الله؟ وطالب العمر هذه الفئة بأن يزنوا بميزان العدل، وأن يراعوا كيف يوجهون الشباب، مبينًا أن طرقهم لتوجيه الشباب تجعل مَن يخطئ من الشباب لا يقبل منهم، وذلك لأنهم لا يزنون كلامهم بميزان العدل، ولم يشكك العمر في نية هذه الفئة، مضيفًا بأنه لا يخفى على الجميع حسن نيتهم بأن قصدهم في توجيههم للشباب هو ألاّ تجر أفعالهم مآسي على المسلمين، ولكن أقول لهم: إن الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أعظم؛ لذا أطلب منهم بأن يدافعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بحرارة أشد من حرارتهم على أمريكا. موضحًا بأنه يجب علينا مراعاة المصالح من المفاسد، ونرجع إلى أهل العلم، ونسألهم عن المصالح والمفاسد. وعلينا أن نبتعد عن العاطفة؛ لأن دفع المصلحة أولى من جلب المفسدة، وليس معنى ذلك أن يسب الرسول ولا ننكر، أو أن لا نتفاعل مع الحدث، بل يجب علينا الإنكار والتفاعل، وأن يكون موقفنا حازمًا تجاه الإساءة لنبينا؛ وبيّن أنه ممّا ينبغي علينا هو التفاؤل، وهذا ما رأيناه من أحداث الدنمارك، وبيّن العمر أن هذه الإساءة لها فائدة وهي سؤال المشركين عن محمد صلى الله عليه وسلم، ودخولهم في دين الله أفواجًا، مشيرًا إلى حصول ذلك ولله الحمد.