اعترف القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أمس بوجود عناصر من «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري في سوريا ولبنان وادعى أنهم يعملون ك»مستشارين» وزعم في مؤتمر صحافي «إن ذلك لا يعني القول: إن لنا وجودًا عسكريًا هناك. إننا نقدم (لهذين البلدين) نصائح وآراء ونفيدهم من تجربتنا». إلى ذلك واصلت قوات نظام بشار قصفها العنيف على أحياء في العاصمة في دمشق ودير الزور ومدينة الرستن بحمص وغيرها، في حين دارت في حلب مواجهات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في مناطق الميدان والسبع بحرات ومحيط القلعة الأثرية. وذكرت شبكة شام: «إن قوات الأسد قصفت بالمدفعية أحياء مدينة دمشق الجنوبية مثل: القدم والعسالي والحجر الأسود والمادنية. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن هناك خمسة قتلى وعشرات الجرحى نتيجة قصف على الحجر الأسود بدمشق». ويشهد حي الحجر الأسود بالعاصمة منذ نحو أسبوع قصفًا مستمرًا أدى لتدمير عدد من المباني والأزقة فيه. وقال القائد الميداني للجيش الحر في حلب أبو عمر الحلبي: «إن مقاتليه استعادوا السيطرة الكاملة على حي صلاح الدين بعد معارك عنيفة طوال الليل مع القوات النظامية». وأضافت شبكة شام: «إن قصفًا مدفعيًا عنيفًا لجيش الأسد أيضًا استهدف حيي الجبيلة والبعاجين في دير الزور، كما قصفت المدفعية وراجمات الصواريخ مدينة الرستن بحمص مما أدى لتدمير عدد من المنازل وسقوط عشرات الجرحى. من جهة أخرى وصل إلى القاهرة مساء أمس مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية للوضع في سوريا الأخضر الإبراهيمي قادما من دمشق بعد زيارة لسوريا استغرقت أربعة أيام التقى خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم المبعوث المشترك أحمد فوزي في تصريح له عقب الوصول «إن الإبراهيمي أجرى مباحثات مكثفة طوال فترة زيارته لسوريا مع عدد من المسئولين السوريين على رأسهم الرئيس بشار الأسد وعدد كبير من المعارضة والمجتمع المدني في سوريا». وأوضح أن هناك احتمالا لعقد لقاء مرة أخرى بين الإبراهيمي والرئيس المصري محمد مرسي على ضوء مبادرته بشأن سوريا ، كما سيلتقي المبعوث مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي وأعضاء اللجنة الرباعية المعنية بالوضع في سوريا في إطار مبادرة الرئيس مرسي. ومن المقرر أن يتوجه المبعوث بعد ذلك إلى نيويورك للقاء عدد من رؤساء العالم والوفود المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاء أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون للتشاور بشأن الوضع في سوريا على ضوء زيارته لسوريا على أن يبدأ بعد زيارته للأمم المتحدة في جولة مطولة في عدة دول بالمنطقة خاصة دول جوار سوريا والدول التي لها نفوذ في المنطقة من أجل التباحث حول الأزمة السورية واستعراض وجهة نظرها بشأن التطورات فيها. في الوقت نفسه تشهد بعض أحياء منطقة المزة بدمشق عمليات تهجير تقوم على هدم بيوت الأهالي بشكل منتظم ودون سابق إنذار. ووصف الناشطون هذه العمليات بسياسة العقاب الجماعي للأهالي الذين طالبوا بالحرية. ويأتي هذا بعد يوم دام، إذ ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 163 شخصًا قتلوا أمس أغلبهم في دمشق وريفها وحلب. وأفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام الحاكم أعدمت عشرين شخصًا في حي التضامن وسبعة آخرين في يلدا بريف دمشق. وقال ناشطون: «إن الجيش الحر أسقط طائرة عسكرية في دير الزور». وأشارت مصادر الثورة إلى مقتل عائلة من خمسة أفراد في سهل الغاب بحماة بنيران جيش الأسد. وأكد أهالي منطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينين جنوبي دمشق أن المساجد نادت على السكان عبر مكبرات الصوت والمآذن أن يبقوا بمنازلهم حتى صباح أمس كنوع من الحيطة والحذر، وعدم التجوال للحفاظ على سلامتهم من مخاطر الاشتباكات المسلحة التي تدور هناك.