شكّل الغياب الجماعي للمثقفين والأدباء والمفكرين والإعلاميين عن ندوة «الثقافة الإلكترونية» التي عقدت مساء أمس ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان سوق عكاظ علامات استفهام عديدة من واقع أهمية الموضوع المطروح. فوسط حضور ضعيف أقيمت الندوة بمشاركة الدكتور علاء شتاء من مصر، والدكتور حذيفة العمري من الأردن، وإدارة سلطان الجحدلي من السعودية. استهل الندوة الدكتور شتاء بورقة قدم من خلالها العديد من الإحصائيات والأرقام المتعلقة بواقع استخدام الإنترنت والمواقع التواصلية على هذه الشبكة، كما تطرق إلى بدايات ظهور الإنترنت في منتصف التسعينيات بأمريكا ووصوله مع نهايتها إلى الخليج والسعودية، متطرقًا إلى مبادرة اليونسكو عالم بلا ورق، وأهمية الجامعة الإلكترونية أو التعليم الإلكتروني اليوم والذي أصبح ضرورة تحتمها الظروف مسهلًا على المتعاطي التعليم بكل يسر وسهولة، كما أن التجارة الإلكترونية لها رواج على الإنترنت وأصبحت متداولة بشكل كبير في العالم العربي اليوم. وأشار شتاء في إحصائياته إلى أن هناك 88% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية يستخدمونه للتواصل مع الأصدقاء، بينما يستخدمه 70% منهم للتواصل مع الأهل، بينما يستخدم 40% من الرجال الإنترنت للعب والدخول على مواقع الألعاب الإلكترونية، وأن الصين تحل أولًا في قائمة الدول العشرين الأكثر استخدامًا للانترنت ثم تأتي بعدها أمريكا والهند واليابان. بينما يفوق معدل استخدام العرب للإنترنت معدل العالم إذ يصل إلى 55%، وأن عدد المستخدمين للإنترنت في المملكة يعادل 11.4 مليون مستخدم حسب إحصائية عام 2011. مبينًا أن التأثيرات العصبية والنفسية بسبب استخدامات هذه التقنية كبيرة جدًا على الإنسان، وبخاصة لدى الشباب والأطفال، كما يسبب هذا التواصل الإلكتروني والإدمان عليه تخلفًا في الذكاء الاجتماعي، وافتقاده للقدرة على الحوار والرد والتحليل والمناقشة مع الآخرين. مختتمًا حديثه بالتطرق إلى عدد من التوصيات من أهمها الحاجة إلى استراتيجية عربية لتأسيس شبكة إنترنت عربية، وبناء ثقافة إلكترونية توائم الحياة الجديدة، وتعزيز شبكة التواصل العربية على غرار العالمية، وتخصيص يوم عربي لمكافحة أمية الإنترنت أو التكنولوجيا. وتداخلت مع هذه الورقة الدكتورة ملحة عبدالله: التي تطرقت إلى الإحصائيات التي ذكرها الباحث في ورقته بأن كثيرًا من هذه الإحصاءات قد تكون مغلوطة، كما أننا بحاجة إلى تحديد أكبر لكثير من المصطلحات التي نستخدمها اليوم. أمية إلكترونية وتطرق المتحدث الثاني الدكتور حذيفة العمري للحديث عن «مفهوم الثقافة الإلكترونية» حيث بين أن ظهور هذه الثقافة في العالم العربي ارتبط مع ظهور الانترنت، ومع اقتحام التكنولوجيا حياتنا اليومية، وأصبح لزامًا أن يكون لكل فرد أو شخص دراية إلكترونية، فالأمية اليوم لم تعد تعني عدم القدرة على القراءة أو الكتابة وإنما على عدم مواكبة التطور التكنولوجي وعدم استخدام الانترنت أو الحاسب الآلي، فأصبحت كل شؤون الحياة معتمدة على هذه التقنية.وأضاف أن الثقافة الإلكترونية تعني مزيجًا من الوسائل والعناصر مجتمعة لتساعدنا في استخدامها لأداء حياتنا بطريقة سهلة وسريعة، كما أن التطور التقني مرتبط بشكل دائم بالاكتشافات الفيزيائية والكيميائية التي استطاعت تقليل حجم جهاز الحاسب الآلي حتى أصبح جهازًا صغيرًا يؤدي المهمة في أي زمان ومكان.وبين أن الثقافة الإلكترونية تنقسم إلى أربعة أقسام، هي: النشر الثقافي والذي يعنى بمتابعة الأخبار عن طريق الانترنت والصحف الإلكترونية ويؤدي إلى انتشار الخبر بشكل سريع، وأيضًا الكتب الإلكترونية التي وفرت كثيرًا من الاحتياجات بأقل التكاليف كما وفرت الوقت والجهد خاصة في عملية البحث. والقسم الآخر هو التعليم الإلكتروني الذي أصبحت كثير من الدول تركز عليه وأصبح الطالب يتعلم وهو في المنزل وينقسم إلى تعليم مباشر، وتعليم غير مباشر، إضافة إلى القسم الثالث وهو التجارة الإلكترونية أو الأعمال الإلكترونية هي التسمية الصحيحة لها، أما القسم الأخير والرابع فهو الوجود العربي الإلكتروني للحكومات الإلكترونية ويعني أداء المعاملات الحكومية ومن المنزل أو أي مكان في العالم إذ تستطيع أن تقدم الطلب دون حضورك إلى مقر أي دائرة حكومية، وكل هذه الأعمال أصبحت تدار إلكترونيا وهناك إنفاق كبير من قبل الحكومات على هذه الحكومات في سبيل راحة المواطن، واختصار الوقت عليه في ظل التسارع الكبير للحياة. مختتمًا حديثه بأن الثقافة الإلكترونية في العالم العربي تُعاني كثيرًا في هذا المجال حيث تبين الإحصاءات أن 180 مليون عربي لا يتقن استخدام الحاسب وهذا يدل على وجود أمية فلا بد أن نساعد ونحاول التقليل من هذه الأمية العربية. قصائد متنوعة كما أقيمت أمسية شعرية بعد هذه الندوة جمعت عددًا من الشعراء العرب من مختلف التوجهات، وهم: الشاعر أحمد البهكلي من السعودية، والشاعر القاضي أبو عينين من موريتانيا، والشاعرة مها السراج من السعودية، والشاعرة ميسون النوباني من الأردن، فيما أدار الأمسية عبدالله السلمي رئيس نادي جدة الأدبي. وتنوع الشعراء في اختيار قصائدهم التي ضمت العديد من القصائد الشعرية المتنوعة بين الشعر العمودي والقصيدة التفعيلية وقصيدة النثر.