ردود الفعل الغاضبة التي اجتاحت بلدان عدة في المنطقة إثر عرض الفيلم الذي أنتجه بعض المتطرفين الأمريكيين بقصد الإساءة للإسلام والمسلمين من خلال التعرض لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ونتج عنها تصرفات غير مسؤولة تخرج عن إطارالمبادئ الإسلامية التي أمرنا بها والتي يأتي في مقدمتها مبدأ "لا تزر وازرة وزر أخرى"، تلك الردود كان يمكن وضع حد لها منذ بداية ظهورها على يد بعض المتطرفين المسيحيين وغير المسيحيين بدءًا من رواية "آيات شيطانية"، قبل نحو ربع قرن، ثم توالت ضمن مسلسل طويل تضمن انتاج أفلام مسيئة، وحرق المصاحف والاعتداء على المساجد، وغير ذلك من الممارسات التي كان الهدف منها -وما زال- استفزاز مشاعر المسلمين والإساءة إلى الرموز الإسلامية. لذا يمكن القول في ضوء مقتل السفير الأمريكي في القنصلية الأمريكية في بنغازي كأبرز رد فعل مؤسف على الفيلم: "إنه آن لهذا المسلسل أن يتوقف، وأنه آن للغرب أن يدرك أن قيام بعض فئاته المتطرفة بهذا النوع من الممارسات الشائنة التي تتسم بالكراهية للغير يعتبر أحد أهم عوامل استمرار العنف في المنطقة وفي العالم، كونه يوفر المبرر الذي تبحث عنه الجماعات الإسلامية المتطرفة لما تقوم به من جرائم بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام وسماحته واعتداله ووسطيته. لا شك أن القانون والمجتمع الدولي يشكلان أداة هامة لوقف هذا المسلسل المؤسف، فإذا كان القانون في كل بلدان العالم يضع الشخص المتسبب في إهانة شخص آخر تحت طائلة العقاب بتهمة القذف أوالسب، وإذا كان المؤرخ البريطاني الشهير دافيد إرفنج مثل أمام محكمة نمساوية قبل بضع سنوات لتشكيكه بالهولوكوست، وإذا كانت اللاسامية جريمة يمكن أن تجر من يتهم بها للمحاكمة في كافة دول الغرب، فأحرى بمن يتعدى على الرموز الإسلامية أن يجرم وأن يمثل أمام المحاكم ويتخذ في حقه العقاب المناسب. مطلوب التحرك الفوري لاستصدار قرار أممي لمنع وتجريم المساس بالأديان ورموزها، وإلا استحال العالم الى ساحة للصراعات الدينية والطائفية، فلا معنى لتجريم معاداة السامية أو إنكار الهولوكوست فيما يستمر التسامح مع ازدراء الأديان والنيل من الأنبياء والرسل باسم حرية التعبير.