أصبحت (الشيشة) رمزًا لمدينة جدة، تجدها في كل اتجاه ومكان، على الكورنيش، وبالقرب من المدرسة، وبمحاذاة الجامعة، وملاصقة لأحد المساجد، وفي الطرق السريعة والمحطات، بل في جميع الطرقات، في الحدائق والمنتزهات، داخل الفنادق والمجمعات، لم يتبقَ إلاّ أن نجدها في المستشفيات!. المتتبع للحال، يتنبأ أن الأمر سيتحوّل من ظاهرة غير صحية، إلى عادة وظاهرة اجتماعية، لتصبح (الشيشة) في المستقبل القريب، واجب من واجبات الضيافة، ويتحول حال المضيف، من مقولة (البخور يا ولد)، إلى (المعسل يا ولد!) كيف لا.. وبمجرد دخولك لأحد مقاهي المعسل (وما أكثرها)، تشاهد عائلة بكامل أفرادها، يتبادلون (لي الأرقيلة)، وعلى الجانب الآخر بقسم الشباب، طفل لم يتجاوز (14) سنة، يُقدَّم له المعسل، مع أنه كُتب على الباب: لا يُسمح بدخول مَن هم دون 18!. دائمًا ما أتساءل: ما هو موقف البلدية من محلات الشيشة؟ وتحديدًا قسم صحة البيئة، أم أنهم يقومون بأخذ عينات لتحديد نسبة النيكوتين في محتواها، أو هم أساسًا لا يعتبرونها سمومًا مضرة، يجب محاسبة مَن يبيعها؟ الوضع الحالي يستوجب من أمانة جدة أن تتخذ أحد الأمرين: إمّا أن تُنشئ ميدان يحمل اسم (ميدان الشيشة) نعلم من خلاله أنها تتبنى هذا المشروع، وتتابع مسيرة انتشاره، أو أن تقوم مشكورة بوضع الآليات والضوابط لإيقاف هذه الآفة والحد منها.. ولا يغيب عنّا القصور الحاصل من وزارة الصحة، فدورها مطلوب عن طريق الحملات التوعوية، والمطالبات الرسمية، لإيقاف هذه الظاهرة السلبية، خصوصًا إذا علمنا أنها متضرر رئيس من هذا الداء، نظير ما تتكبّده من مصاريف علاج مكلفة، لما تسببه الشيشة من أمراض. وأخيرًا نقول: انقذوا جدة، وعودوا بها عروسًا للبحر الأحمر. تويتر: aalquaid@ [email protected]