«مهجة حكمي» سيدة متزوّجة وأم لثمانية أبناء، أربعة ذكور، ومثلهم إناث، وجميعهم مازالوا في مراحل التعليم المختلفة، باستثناء واحد منهم حصل مؤخرًا على وظيفة. وهي تكافح وتناضل من أجل تحسين أوضاعهم السكنية والمادية. البيت الذي تسكن فيه هي وأسرتها أهداها إيّاه إخوانها في حياتهم، وهي الآن تعارك لتحقق حلمها الذي نما وكبر مع نماء أبنائها، خاصة عندما ضاقت عليهم مساحة البيت الحالي، ففكرت أن يكون لهم بيت أكبر وأفضل منه. بدأت مهجة رحلتها في عالم التجارة بما يتناسب مع أهالي المنطقة، فتوجهت إلى بيع التراث الشعبي مثل: الحناء الطيب قطاف مستكة جاوي سدر صحائف طيب حافظات من الخزف، وهذه الأخيرة في الماضي كان يطلق عليها جونه وتبيع الكيس الواحد من الحناء وبعض المواد ب10ريالات، أمّا أكياس اللباب، فالواحد منها ب30 ريالاً، وبررت ذلك: «لأنه غالي الثمن». وتبيع مهجة أيضًا «شيبة عجوز»، وهي توضع بين الطيب، أو في الأكل كالكبسة، وكذلك يوضع قليل منها على رأس الأطفال الذين يصابون بالقرع، فينبت شعره ويصبح ذا رائحة عطرة، وإن لها فوائد عديدة منها: الرائحة الزكية تطويل الشعر. وقال أحد الزائرين والذي كان يتجول بصحبة أطفاله في سوق الأسر المنتجة إنه لأول مرة يأتي لهذا السوق ويشاهد الأبناء منتجات تراثية وبعض المشغولات اليدوية القديمة التي تخلق بينهم تواصلاً مع زمن الآباء والأجداد.