* لست أدري كيف أكتب لكم عن الفقراء وحزنهم، والعذر منكم إن جئتكم مأخوذًا بالحزن الذي يحتويني ويُؤاخيني حتى في كتاباتي، مع أني أعيش بفضل الله الستر في حياة هادئة ومستقرة، وبقدر ما أحب الفرح أجدني أعود للحزن وأحمله مع أنى أذهب، لا والمصيبة هي أنني لا أحمل همي فقط، بل أحمل هموم غيري معي، وأكتب وكلي أمل في أن أُخلِّص نفسي من بعض ما يمكن، والسؤال اليوم هو مني لأولئك المترفين الذين يركضون خلف الفرح وكل همهم الانتشار، لدرجة أنك لا تسمع عن نجمة صاعدة إلا وتجد أن البعض من ربعنا هم أول من وقف معها، وقدم لها كلمات أغنية لحّنها لها ملحن شهير لتتغنّى بها أو يتغنَّى بها شاب، ليكسب بعدها ويثري وينمو على أكتاف ربعنا المترفين جدًا، والمرهفين جدًا، والمخلصين للفرح والطرب، وهو ما ألحظه وكلي أسف، ذلك لأني على يقين أن بعضهم لو جئته في مساعدة إنسان يستحق المساعدة لما وجدت منه سوى الصدود، ومن فرط حزني على كل المتعبين، أولئك الذين يبحثون عن لقمة يضعونها في أفواه صغارهم، وبدلًا من مساعدتهم يدفع بعض أثريائنا للمطربة -التي ما تزال ناشئة- ملايين الريالات، وقد سمعنا بأولئك الذين دفعوا بملايينهم في رسائل SMS في التصويت لدعم فنانة أو فنان، لتحتل المركز الأول، ترى مثل هؤلاء هم العقلاء أم أن شيئًا ما دفعهم للقيام بذلك لست أدري!! لكن الذي يهمني هو لماذا لا نكون معًا في محاربة الفقر؟! ولماذا أكون أنا أو يكون غيري سببًا في حرمان أهلي الخير وتقديمه للغير هكذا ببساطة، أليس القريب أولى من الغريب...؟!!! * المصيبة أن هناك أحاديث ربما هي صاخبة وربما تخفت أحيانًا وترتفع أحيانًا، بعضها يعترض بحدة ويسأل نفسه في اللحظة ألف مرة عن سبب تعاسته، بينما غيره يحيا الفرح ويغني يا ليل يا عين، ومن يستطيع أن يقول للمغني اذهب بعيدًا لأني لا أستطيع أن أسمعك وأطفالي يريدون أن يلبسوا ويريدون أن يأكلوا ويذهبوا للمدارس بحقائب جديدة، ومتاعب الحياة تطاردني إني أذهب، البقال يشدني، والسائق يزعجني، وأقساط السيارة تلاحقني، والبنوك تأكل أعضائي وتعبي، والحياة كلها أثقل من قدرتي على أن أعيشها، بينما غيري يحيا الفرح بكل تفاصيله، وهنا ومن هذا الحديث يحضر الحزن الخوف الذي يصطفيني، لماذا والأغاني تملأ الكون ضجيجا صاخبا...؟!!! * (خاتمة الهمزة).. قل للعَالَم: إنَّ من يبكي لا يستهوي الغناء، وقل لهؤلاء الأثرياء: ادفعوا للفقراء لا للغناء. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected]