أشعلت تصريحات الرئيس أحمدي نجاد الاخيرة للتلفزيون الايراني صراعا محموما داخل النظام حيال كرسي الرئاسة؛ فقد اكد الرئيس احمدي نجاد للتلفزيون الايراني انه (سيبقى في كرسي الحكم ولن يتركه) وتسببت تلك التصريحات في اشعال حرب التصريحات النارية بين الاصوليين وحكومة الرئيس نجاد وبات كل طرف يلوح للاخر بملفات الفساد والاتهامات ضد ولاية الفقيه؛ وفي هذا السياق انتقد النائب الاصولي المتشدد (حبيب الله عسكر اولادي) تصريحات الرئيس نجاد وقال لموقع (خبر اون لاين): ان احد المقربين من الرئيس نجاد يتصور ان فترة حكم الرئيس نجاد هي (20) عاما وليس (8) سنوات. واضاف: ان الرئيس نجاد وبدلا من الاعلان عن اسماء المفسدين التي وعد بها الشارع الايراني طيلة فترة رئاسته راح يثير التساؤلات حيال النهاية الموعودة لحكمه. من جانبه انتقد النائب الاصولي المعارض لحكومة نجاد احمد توكلي تصريحات الرئيس احمدي نجاد للتلفزيون الايراني وقال: انه للاسف الشديد فإن تصريحات الرئيس نجاد للتلفزيون هي تصريحات متناقضة واستنباطات غريبة ومطالب متناقضة تعدت مسؤوليته كرئيس للجمهورية بل انه طرح نفسه كقائد اعلى للبلاد. واضاف: انه وبدلا من مناقشة ملفات الفساد الاقتصادي والبطالة والتضخم اخذ يهتم بموضوعات لا دخل للشعب فيها واتهم توكلي الرئيس نجاد بتجاوز مقررات الدستور عندما قام برفض التوقيع والتصديق على لوائح برلمانية. ويتهم الاصوليون الرئيس نجاد بالبقاء في السلطة من خلال احياء النموذج الروسي (بوتين - مدوف في ايران) وتطبيقه في ايران وقد اكد النائب اسماعيل كوثري أن الرئيس نجاد يسعي الي السير على خطى الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس الاصلاحي محمد خاتمي بتغيير بعض فقرات الدستور لكن مثلما وقف الاصوليون ضد اولئك الزعماء فإننا لن نسمح لنجاد بتخطي فقرات الدستور. واضاف: ان الحكومة تسعى للاستفادة من الامكانيات الموجودة لتبرير بقائها. في مقابل ذلك اكد وزير الداخلية مصطفى نجار: ان وزراء الحكومة الحالية سيبقون في الحكومة المقبلة بسبب اعمالهم الجيدة، واضاف: ان منظور الرئيس نجاد ان الشعب يريد حكومته ان تبقى. من جانبه رفض مساعد وزير الداخلية الايراني عزة صولت تصريحات الاصوليين ضد الرئيس نجاد وقال: انها ترسخ حالات العناد الاصولي ضد الرئيس نجاد. واضاف: ان التصريحات تأتي في اطار الفضاء الحر في بلادنا ومن حق اي مسؤول او سياسي ايراني الادلاء بتصريحاته وبيان رأيه؛ وحول موقفه من اتهام الاصوليين للرئيس نجاد بالسعي لتطبيق خطة بوتين- مدودف في ايران؟ قال: ان من حق اي انسان ان يدلي برأيه في ايران لكن الرئيس لا يقصد في ذلك تطبيق النموذج الروسي. والى جانب تلك المعارك السياسية بين الرئيس نجاد وخصومه الاصوليين تتواصل في ايران هبوط للعملة الرسمية (الريال) مقابل الدولار فقد وصل سعر الدولار في ايران الى 2670 تومان بعد تصريحات مدير البنك الوطني محمد بهمني الذي اعلن للصحفيين: أن الحكومة لا تتمكن من ايقاف حالات التهاوي للعملة الوطنية بسبب الحرب الاقتصادية التي تقوم بها امريكا وحلفاؤها الاوروبيون واتهم بهمني عصابات في الداخل الايراني تقوم بشراء العملة الصعبة ونقلها الى الخارج بهدف توجيه ضربة لاقتصاد البلد. ويأتي الهبوط المتواصل للعملة الايرانية على خلفية العقوبات الاقتصادية الدولية لايران بسبب برنامجها النووي ويجتمع اعضاء مجلس حكام الوكالة في فيينا لدراسة الانشطة النووية في ايران اليوم ويتوقع خبراء ان يدين اعضاء مجلس الوكالة ايران بسبب عدم تعليقها لبرنامج التخصيب وان ذلك سيكون مقدمة للاتحاد الاوروبي وامريكا بإصدار قرار اممي جديد للعقوبات الاقتصادية. وفي سياق الرد الايراني على استخدام القنابل الكهرومغناطسية اكد مسؤول ايراني ان مواقع ايران النووية محمية من كل الاسلحة وان استخدام ذلك السلاح لن يجدي نفعا. واضاف المسؤول الايراني في تصريح نقلته وسائل الاعلام: ان تصريحات اسرائيل هي للاستهلاك المحلي وانهم لا يتجرأون على ضرب ايران لانهم يعلمون ان الرد الايراني سيفوق تلك القنابل