أعلنت وزارة الداخلية القتل تعزيراً لسعودي قتل زوجته بالضرب والتعذيب حتى الموت، والمثير ليس في القتل بل في آلة القتل، التي فاقت عبقرية الشيطان في أبو غريب، وجوانتنامو، وسجون سيبريا الشيوعية، وصف يعجز عنه الإنسان السّوي، حجزها وركلها بقدمه وضربها بيده وبالعقال والعصا وبمفك الإطارات، ورطم رأسها على الأرض بقوة وعنف، وعذبها بالكي بأعقاب السجائر وملاعق الحديد المحماة على النار وبجهاز المكواة، وخنقها حتى فارقت الحياة، هو مجرم يستحق الجزاء العادل، لكن هي ما ذنبها أن تموت بمثل هذه البشاعة؟ ومن ينتصر لها ولغيرها؟ ويظهر مقطع مرعب نشر على اليوتيوب أباً يهدد طفلته التي لا تتجاوز الثانية من عمرها بالرمي في مياه المسبح، ولم يكترث الوالد لصرخات الطفلة ورعبها من المياه ليرميها بالمسبح عدة مرات، طالباً ممن كانوا حوله عدم إخراجها. وقبل أسبوع، أب سعودي يربي ولده بالضرب حتى قتله، والقتيل عمره 15 ربيعاً يعني مراهقاً، يحتاج لمن يفهمه، وكشفت التحقيقات مع والده أنه كان يعتزم دفن جثة ابنه في المقبرة لكنه تراجع لعدم تمكنه من قبر الجثة نتيجة عدم حصوله على تصريح للدفن، وتوجه للمستشفى مدعيا أن ابنه توفي بعد سقوطه من سطح المنزل، لكن الأطباء لاحظوا وجود قطع في رأس الحدث وعدة رضوض وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، وبادروا بإبلاغ شرطة المحافظة، واعترف الأب بالجريمة، وتبين أن العائلة بكاملها تعاني منه بدرجات متفاوتة. وقد طال الوقت ولم نرَ قوانين رادعة لمكافحة العنف الأسري، حتى صدر نظام الحماية من الإيذاء، قبل بضعة أشهر من مجلس الشورى، وينتظر الموافقة لإعلانه ويستهدف المشروع الجديد والمكون من 17 مادة، ضمان الحماية من الإيذاء بمختلف أنواعه، وتقديم المساعدة والمعالجة والعمل على توفير الإيواء والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية اللازمة، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لمساءلة المتسبب ومعاقبته، بالسجن والغرامة، إضافة إلى نشر التوعية بين أفراد المجتمع حول مفهوم الإيذاء والآثار المترتبة عليه، ومعالجة الظواهر السلوكية في المجتمع التي تنبئ عن وجود بيئة متوقعة لحدوث حالات إيذاء، ولعل هذا النظام بعد الموافقة عليه يمنع هذه التجاوزات المهينة للإنسانية.