إذا رأيت أنّ التخلّف يعني في نظر الطرف الآخر التمسك بمبادئك وقيمك الإسلامية الأصيلة، وثباتك عليها.. فلا تطأطئ رأسك خجلاً.. أو تبتسم ابتسامة صفراء.. ولا تنحني لترضيه حتى لو شعرت أنّك كائن غريب؛ قادم من كوكب آخر.. بل انظر إليه بقوّة واحترام لما تحمله في عقلك من فكر وثقافة هو في نظره عتيق عقيم؛ لا يصلح لمتطلبات هذا العصر.. وكن على يقين بما تخبئه في نفسك من ثقافة وتاريخ مجيد وعزّة بلغتك العربية.. وثقة بدينك العظيم دين السلام والأمان. وإذا ما تعمّد إحراجك واشمأز منك بنظرة دونية راسمًا على وجهه ابتسامة سخرية.. قل له: جميل هذا الذي تنعته بالتخلّف لأنه صنع حضارتي وتاريخي وكلّ ما حوله.. فكلّ ما وصلنا له من علم هو تتمة ما بدأه أجدادي المسلمون.. فهو تخلّف عن كلّ ما يشين وما يسيء للأفراد والمجتمعات.. هو تخلّف عن كلّ الهمم الضعيفة التي لا تعني إلاّ الانهزامية ثم الفشل الذريع. وأنتِ أيّتها الفتاة لا تعطي فرصة لأخرى حتى تنال من حجابك باسم الموضة والتطور، وتجعلي من نفسك إمعة من أجل أن تبرهني لها أنّك قادرة على اللحاق بركب الحضارة!! كوني متخلّفة عن كل ما يُسيء للإسلام وتعاليمه وقولي لها: لأنّها تعاليم ربانية لا يمكن أن تخضع لقوانين البشر وأنظمتها التي تعتريها النقص.. فالحضارة ليست في العباءة، وإنّما في روح العصر الذي نحمله بتوازن، نجمع فيه بين الدين ومباحات الدنيا.. وما فرض الله الحجاب إلاّ لأنّه يصون ويحمي الفتاة كالقلعة الشامخة في وجوه الأعداء. وحاول أيّها الشاب أن لا يثنيك عن عزمك وطموحك وأحلامك الترهات والسخافات التي قد تعترض طريقك، وتلهيك عن تحقيق أهدافك التي بذرتَها وسقيتها حينما كنت صغيرًا، وكن متخلّفًا عمّا يشوّه نفسك وتاريخك الشخصي بعيدًا عن العقول الصغيرة التي لا تفقه في الحياة إلاّ مصالحها الشخصية وأهواءها البعيدة عن الفضيلة والرقي والسمو. وحاولي أيّتها الشابة أمًّا كنتِ أو أختًا أو زوجة أو مديرة أن ترتقي بالمجتمع، وتنهضي بالجيل القادم بما ينفع الأمّة الإسلامية سواء أكان هذا الجيل أخًا أو أختًا أو ابنًا أو ابنة أو طالبة.. لأنّك نصف المجتمع ومرآته التي تعكس صفاءه ونقاءه ونتاجه.. متخلّفة عن كلّ إهمال واستهتار وبُعد عن الأمانة والإخلاص، فأنتِ القدوة في أخلاقكِ وأقوالكِ وأفعالكِ وفكركِ وثقافتكِ وملبسكِ. ولا تنسيا -أنتِ وأنتَ- أن تقفا بفخر وقوة وثقة لتقولا لمن يتشدق بالتقدم الواهي: هذا هو تخلّفنا، فأرنا تقدّمك. حنان سعيد الغامدي - جدة