الصورة التي تحتفظ بها الذاكرة وترسمها الحروف والكلمات عن (الطّفل اليَتِيم) أنه ذلك البائس الصغير الذي يعيش على هامش الحياة، ذلك الطفل الذي يرى أقرانه في العِيد وهم مبتهجون يرقصون ويلبسون الجَديد، بينما هو في سجنه النفسي فقيرًا من (الفَرح) وحيدًا إلا من دموع تحاول أن تَجْرَحَ خدِّيه!!. تلك الصورة المؤلمة حَاولت جمعية تَكَافُل الخيرية لرعاية الأيتام بالمدينة المنورة أن تمحوها؛ حيث نَظّمَت الأسبوع الماضي (حَفْل مُعَايَدَة) لبعض الأيتام الذين ترعاهم. فما أجمل تلك الضحكات البريئة التي كان يتفاعل بها أولئك الأيتام الصغار مع فقرات حَفْلِهم ومسابقاته. تلك الابتسامات الصادقة والصافية التي ارتسمت على وجوه تلك الفَراشَات البريئة في تلك الليلة؛ لا أعتقد أنها صورية أو فَرْحَة بحَفْلٍ أو هَدِية، وإنما أجزم أنها رسالة روحية منهم تغرد وتَبْعَث (شُكْرًَا) لمن وَقَفَ معنا، ويحاول أن يُسْعِدَنَا، ويحتضن مسيرة حياتنا ويرعاها!!. فبِاسْمِ أولئك الصغار ونيابة عن المجتمع الذي ربما نسيهم في زحمة الحَياة (هذه بَاقَاتٌ) من التقدير ل(جمعية تكافل الخيرية) على تلك المبادرة الرائعة، و(شُكْرًا) لهم أن قاموا قبل ذلك وفي شهر رمضان بتنفيذ رحلة عمرة لبعض أولئك الأيتام. ويبقى، هذه الجمعية لها برامجها المتنوعة التي تُسهِم في رعاية أكثر من (4000 يتيم) رعاية مستمرة، وتَكْفَلُ (1550 يتيمًا) كفالة دائمة حتى التخرج في الجامعة. فحقها أن تجد الدعم من جميع أفراد المجتمع ومؤسساته الحكومية والخاصة؛ ولاسيما في تصميم وتطبيق مشروعات تربوية للمساعدة في صِناعة أولئك الأيتام، وهو المَطْلَب الأهم للقائمين على الجمعية؛ فالتجارة مع الله في صناعة الإنسان هي التجارة الرابحة. هَمْسَة الجمعة: مما قَرَأْتُ: الإنسان الناجح هو ذلك الذي يُغْلق فَمَه قبل أن يُغْلق الناس آذَانهم، ويَفْتَح أُذُنَيه قبل أن يَفْتَحَ الناس أفواهَهم. [email protected]