عقولٌ خاوية، لا يوجد بداخلها سوى "كورة" دائرية، يجري خلفها لاعبٌ فنانٌ، عقول تأكلُ وتشربُ وتتنفسُ كرة قدم، لأجلها تعيش، وبسببها تغضب، وأحيانًا تفرح، هم متابعون بكل إخلاص لكل القنوات الرياضية، ولا تغيب عنهم شاردة ولا واردة في كرة القدم، وفي نفس الوقت لا يفقهون في أي شيء سواها، هذا هو حال بعض شبابنا في وقتنا الحاضر. في الحقيقة ليست المشكلة هنا فحسب، فالمتتبع للوسط الرياضي؛ يجد العجب العجاب، من خلال بعض إعلامه وقنواته ولاعبيه، بل حتى متابعيه، فهذا مشجع، (على سبيل المثال) خسر أعز أصحابه، بسبب أنه يشجع النادي المنافس لناديه، فهو لا يتحمّل المعارك الطاحنة التي تدور بينهم في كل لقاء وزيارة!، وذاك آخر يلعن ويشتم في أحد اللاعبين، والسبب أنه يلعب في الفريق المنافس، وهناك مَن ترك الصلاة؛ لأنها توافقت مع وقت مباراة فريقه، وهذه قناة رياضية، جمعت في برامجها جميع أطراف الجدل ليتبادلوا الصراخ والضوضاء باتّهامات وألفاظ "لا تليق"، على الملأ وأمام الجميع، وكأنهم في معركة طاحنة، وهذا لاعب له كما يقولون (شعبية جارفة) يتصرّف داخل وخارج الملعب بلا أي مسؤولية، متناسيًا أنه -للأسف الشديد- قدوة للكثير من الأطفال والشباب. المتأمل لهذه الأجواء المشحونة لا يستطيع إلاَّ أن يقول: (اللهم لا تجعل "الكورة" أكبر همّي، ولا مبلغ علمي)، في الحقيقة لا مشكلة من أن نتابع كرة القدم، أو أن نُشجِّع ونُحب فريق كرة قدم، لكن المشكلة أن يتم ذلك وفق ما طرحت وذكرت، فمن المؤسف أن نكون هكذا، وتكون هذه أكبر اهتماماتنا، وتلك هي عقولنا، فلدينا الكثير لنعمله ونقدمه لبلادنا ووطنا. تويتر: aalquaid [email protected] [email protected]