سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخدمات المقدمة في المطارات يجب العمل على إيجاد آليات تنسيق فعالة بين الجهات العاملة في المطارات الدولية؛ لكي تصبح بحق منظومة واحدة مهمتها الأولى خدمة المسافر
تُشكِّل الخدمات المقدمة في المطارات مجموعة الأنشطة المتخصصة «مترابطة ومتداخلة» تكمل بعضها البعض، ولا يمكن فصل أيًّا منها عن الأخرى، وهذا ما يحصل في كل مطارات العالم الدولية ومطارات المملكة ليست استثناء من ذلك. وحسب المواصفات القياسية للمطارات الصادرة عن منظمة الطيران الواردة بالملحق التاسع لمعاهدة شيكاغو التي أبرمت في عام 1945م وهو من أهم الوثائق الصادرة عن (الإيكاو)، منظمة الطيران المدني الدولية، ويشمل جميع الأنظمة وإجراءات التسهيلات المتبعة في المطارات الدولية والمحلية. وخدمات المطارات تشمل: الأمن، والجوازات، والجمارك، والإعلام، والملاحة الجوية، وإجراءات السلامة، وكافة الخدمات الأرضية الأخرى مثل مراقبة الساحات الداخلية والخارجية والصيانة والتشغيل وضبط الحركة من بداية دخول المسافر بوابة المطار حتى صعود الطائرة وإقلاعها بالنسبة للمسافر.. ومن حين هبوط الطائرة حتى الخروج من بوابة المطار متجهاً إلى مقصده النهائي. وإضافة للجهات المذكورة هناك شركات الطيران العاملة في المطار والتي تلعب دورًا هامًا في التعامل مع المسافرين من حيث مواعيد الرحلات وترتيب الحجوزات والتنسيق مع إدارة المطار والجهات الأخرى. ولأن تلك الخدمات تُقدَّم من عدة جهات «وزارية ومستقلة» فإن تداخل المسؤوليات، وارتباط كلا منها بالآخر، أمر لا مفر منه. كما أن كفاءة تلك الأجهزة تعتمد على نوعية الكوادر المناط بها العمل في تلك المواقع، وهي أيضًا مرتبطة بموازنات الوزارات المعنية التي تحدد رواتب منسوبيها، والحوافز التي تُمنح لهم، كلاً حسب القطاع التابع له. مسؤولية المطار بمجملها تقع ضمن صلاحيات هيئة الطيران المدني ومدير المطار هو المسؤول الأول الذي يقوم بالتنسيق والإشراف وإدارة شؤون المطار لتسهيل خدمات المسافرين ذهابًا وإيابًا، والإشراف على سلامة العمليات على مدار الساعة، وهو المسؤول الأول أمام السلطات المحلية. والدول تولي المطارات الدولية أهمية خاصة، لأنها البوابات الرئيسة للبلد، وعامل رئيس لتحركات الدولة ومواطنيها، وعنصر هام يؤثر في الأمن والاقتصاد والسياحة والحياة الاجتماعية بمجملها، ولذلك فإن الدول تحرص على أن تكون خدمات المطارات محكمة بقدر ما تستوجبه ظروفها وإمكاناتها الاقتصادية، وتحرص أيضاً على التوسعة والتطوير لمواكبة كل المستجدات، وارتفاع معدلات حركة النقل الجوي بصفة عامة. وفي المملكة لدينا ثلاثة مطارات دولية أضيف إليها حديثًا مطار المدينةالمنورة بشكل خاص في مواسم الذروة للحج والعمرة، ومطار الطائف مرشح لأن يكون المطار الخامس لخدمة الوافدين من الخارج إلى مكةالمكرمة. مطاري الملك عبدالعزيز في جدة ومطار الملك خالد في العاصمة الرياض هي التي تعاني من شدة الزحام وكثافة الحركة، وكثرة التذمر من مستوى بعض الخدمات، وخاصة في المواسم الرئيسة التي أصبحت على مدار العام، وعندما تزداد حركة السياحة في المملكة سيشهد النقل الجوي مزيدًا من التوسع، ومزيدًا من الضغط على كل المطارات الدولية والمحلية، ولذلك يجب العمل على إيجاد آليات تنسيق فعالة بين الجهات العاملة في المطارات الدولية على وجه الخصوص؛ لكي تصبح بحق منظومة واحدة مهمتها الأولى خدمة المسافر في إطار الأنظمة المعمول بها، بعيدًا عن الروتين والتعقيدات التي تعيق عمليات المطار، وتوثر على انسياب حركة النقل الجوي بصفة عامة. وظاهرة ازدحام المطارات موجودة في كل دول العالم بدرجات متفاوتة من دولةٍ لأخرى، ولكن المطارات التي يوجد بها خدمات مثل شبكة الإنترنت، والمطاعم، ومحلات تسوّق، تُخفِّف على المسافر معاناة الانتظار في المطار، عندما تقتضي الضرورة ذلك، وهذا ما تفتقده مطاراتنا في الوقت الراهن، ومن المتوقع أن يكون المشروع الجديد لتطوير مطار الملك عبدالعزيز في مصاف ما تُقدِّمه المطارات المماثلة في العالم. وتبقى معضلة السعة في مقاعد الطائرات، وهذا موضوع أخر ستتم معالجته في مقال قادم. من هذا الطرح يتضح أن الخدمات التي تُقدّمها إدارة المطارات تحكمها عدد من العوامل.. والمحصلة الرئيسة تكمن في أن مجمل الخدمات المقدمة في المطارات موجهة لخدمة المسافر.. وينبغي أن تقوم كل الجهات العاملة في المطار بتحقيق ذلك الهدف بروح الفريق الواحد.. كما أن على المسافر أيضًا التحلي بالصبر في حله وترحاله.. والله من وراء القصد. [email protected] [email protected]