سادت حالة من الهدوء التام صباح أمس فى مقر اعتصام متظاهري 24 أغسطس في جمعة «إسقاط الإخوان» أمام القصر الرئاسي المصري، التي كان قد دعا إليها نائب مجلس الشعب المنحل محمد أبو حامد، وانخفضت أعداد المتظاهرين بعد مغادرة المئات منهم رغم الإعلان عن الاعتصام المفتوح، بينما لجأ البعض للنوم فى الخيام التى أقاموها في أرجاء متفرقة أعلى نفق العروبة بشارع الميرغني وافترش آخرون الأرصفة، وقام بعض المتظاهرين بوضع الحواجز الحديدية لتأمين مقر اعتصامهم. كما شهد محيط منصة النصب التذكاري بمدينة نصر اختفاء تام للمتظاهرين، وتكرر المشهد فى ميدان التحرير، حيث لم يوجد بالميدان سوى الباعة الجائلين، وعاد رجال المرور من جديد إلى الميدان لتنظيم حركة المرور، بعد أن انسحبوا منه بسبب المظاهرات. وجدد محمد أبو حامد دعوته للمتظاهرين بالاعتصام لحين حل جماعة «الإخوان المسلمون» وإبعاد المنتمين للجماعة عن دائرة صنع القرار في الدولة. من جانبها واصلت قوات الأمن إغلاق الشوارع المؤدية لمقر قصر الرئاسة وطوقت الشوارع بالحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة، فيما واصلت سيارات الإسعاف انتشارها في محيط التظاهرة، فيما شهدت حركة المرور في شارع صلاح سالم انفراجة نسبية بعد تعثر دام لساعات. وأعلن د.أحمد الأنصارى نائب رئيس هيئة إسعاف مصر ارتفاع عدد المصابين فى تجمعات ميدان التحرير وميدان العروبة إلى 17 مصابًا، بسبب الاشتباكات والاحتكاكات من بينهم 3 من أفراد الشرطة أصيبوا خلال مشاجرة أمام مقر حزب الحرية والعدالة بمحافظة الغربية. من ناحية أخرى شن المعارضون لمظاهرات أمس الأول هجومًا على الداعين لها، وقال نادر بكار القيادى بحزب النور السلفى: «إن مظاهرات الجمعة فشلت وجاءت محدودة، وكشفت انحياز الشعب للشرعية الدستورية، وأكدت أن إسقاط الرئيس المنتخب لا يتم إلا من خلال صناديق الانتخاب التى أتت به». وأكد أنور عفيفى رئيس حزب الأصالة أن فشل المظاهرات أسقط كل الدعاوى التى رفعتها بسبب عدم تصديق الشعب لها، وأن من شاركوا فيها هم رموز الفساد بالدولة العميقة الذين يرفضون التغيير. وقال رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان المنحل المستشار محمود الخضيرى أن الأمور سارت بهدوء أمس الأول، والمظاهرات سبقها حملة ترويج خادعة، وأكدت نسبة المشاركة انعدام شعبية الداعين لتلك المظاهرات، مشيرًا إلى أن مظاهرات 24 أغسطس كتبت شهادة وفاة للفلول ومدبري الثورة المضادة. وأشار المنسق العام للجبهة الشعبية لدعم الدولة المدنية محمود عبدالرحيم فى بيان للجبهة أنه لا يجب اتخاذ مظاهرات الأمس»24 أغسطس»، مقياسًا لضعف أوقوة المعارضة والتيار المدني المعارض لهيمنة الإخوان على مفاصل الدولة، حيث لم تخرج قوى عديدة تتبني موقفًا معارضًا حقيقيًا وثوريًا. ودعا عبدالرحيم جماعة الإخوان إلى عدم الغرور الكاذب بقوتهم أو زعم انتصارهم على القوى المدنية الحقيقية التى لم تشارك في هذه الفعالية.