فيصل العمري - المدينةالمنورة تصوير- زاهد بخش للعيد أجواؤه وطقوسه الخاصة بين الماضي والحاضر ، ففي الماضي كان الناس شغوفين بالعيد تجمعهم الفرحة وكانت معايداتهم تمتد إلى الأفق ولا تنتهي مكانياً عند بيوت الجيران بل ذهبوا إلى ماهو أبعد من ذلك من خلال معايدة الحواري بعضها لبعض في طيبة الطيبة حيث كان يتم ذلك بالتناوب في محبة وصفاء. وفضلا عن ذلك كان شوال جُله فرحٌ وعيد. اما اليوم فاختفت بهجة العيد وحلت التهاني الاليكترونية الصامتة. يقول محمد خير الله: العيد في الماضي كانت له نكهته الخاصة حيث كان جميع أفراد الحارة يلتفون حول شيخها الذى يقودهم إلى معايدة بيوتها وبيوت الحارات المجاورة ، مضيفا أن الفرحة كانت تُشاهد في الأعين . واضاف : إن من الامور الهامة التي كنا نؤديها عقب صلاة العيد زيارة البقيع من أجل السلام على الأقارب المتوفين والدعاء لهم ثم التوجه إلى بيت كبير العائلة والإلتقاء هناك حيث يجتمع جميع أفرادها دون أن يتخلف أيًا منهم ، وعن حلوى العيد يقول خير الله: كان طبق «الدبيازة» أمرا أساسيا أثناء العيد بالإضافة إلى المعمول والغريبة مع الإشارة إلى أن هذه الاطباق كانت من إعداد ربّات البيوت في الحارة ، وتابع خير الله: ان الحوارى كانت تعايد بعضها بعضا وكان أهالي « زقاق الطيار « يقومون بمعايدة أهالي حارة التاجوري ثم ينتقلون في اليوم الذي يليه إلى حارة المناخة والعكس. اما الجيل الحالي فمختلف كلياً عن السابق حيث دخلت التقنية وبشكل كبير في معايدات الناس حتى أصبح العيد في الوقت الحاضر بلا ملامح!!!. فرحة العيد ويقول عبدالحكيم سالم إنهم كانوا في السابق يتسابقون إلى شراء مستلزمات العيد مبكراً من أموالهم التي يجنونها خلال نشاطهم التجاري في الشهر الفضيل ، حيث كان عبدالحكيم يبيع البليلة طوال الشهر وعند إقتراب العيد يقوم بجمع الغلة والإستمتاع بها في العيد من خلال شراء الحلوى والطراطيع بالإضافة إلى بعض الألعاب مثل السيف الذهبي وألعاب المسدسات بأنواعها المختلفة ، ويضيف عبدالحكيم « كنا نذهب أنا وإخوتي مع والدنا يرحمه الله لصلاة العيد في المسجد النبوي في وقت مبكر، وعقب الخطبة تتم المعايدة من قبل المصلين على بعضهم البعض. كما كانت هناك قهوة بجانب مسجد قباء تسمى «قهوة عيد « كانت متنفسا لأهالي المدينة بالإضافة إلى شارع المناخة. واضاف: عيد الأمس أجمل لبساطته الشديدة حيث كان المجتمع مترابطا ومتكاتفا وأبناء الحارة الواحدة دائماً في اجتماع ولكن في الوقت الحالي اندثرت الكثير من العادات الاجتماعية مما سبّب تراجعا في معالم الفرحة .