خرجتُ من منزلي قاصدًا بيت جاري للمعايدة.. قرعتُ الجرس، وبسرعةِ البرق وجدته يفتح الباب، وعلى وجهه ابتسامة عريضة لم أرها على محيّاه من قبل، ويصافحني ويقبّلني، وكأنه لم يرني منذ سنوات.. رغم أن الفاصل بين باب شقتي وشقته لا يتعدّى نصف المتر.. كما أننا كنا قد التقينا قبل ساعات بحكم أننا في عمارة واحدة.. أذهلني تصرفه هذا، فدفعني فضولي لسؤاله عن سبب كل هذا الشوق: (سلامات) ماذا بك؟! ضحك.. والحزن في عينيه، ورد عليَّ قائلاً: منذ دخولي منزلي بعد صلاة المشهد، وأنا أجلس في غرفة الاستقبال مجهزًا دلة القهوة، وترمس الشاي، وكل هذه الشوكولاتة والحلويات الخاصة بهذه المناسبة، على أمل أن يطرق بابي أحد كعادتنا كل عام.. وكما ترى فقد قاربت الساعة على الثانية ظهرًا.. وكنتُ قد فقدت الأمل إلى أن قرعت أنت الجرس.. ومن الفرحة لم أصدق فأسرعت مهرولاً نحو الباب لفتحه.. وطوال الساعات الماضية، وأنا أحتسي القهوة والشاي.. وأتناول من هذه الحلويات ممسكًا بجهاز الجوال للرد على (الواتس أب)، ورسائل ال (sms)، ويبدو أن التقنية غزتنا غزوًا لدرجة أنها قضت على الكثير من عاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها عبر الأزمان.. ودعت جاري العزيز، وأنا حزين رغم أنه العيد السعيد.. م. بخشششششش